تنوعت التظاهرات الثقافية تزامنا مع السنة الأمازيغية الجديدة التي حلت علينا وصادفت سنة 2965 بحيث عمت الاحتفالات كافة ربوع الوطن وتنوعت لتظهر التقاليد العريقة التي تحكم مناطقنا الشاسعة على غرار الطبخ التقليدي الذي يتنوع من منطقة إلى أخرى، مبرزا ثراء الطبخ الجزائري وهو ما عكفت على إحيائه ولاية تيزي وزو التي تتنوع فيها مظاهر الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة، بحيث اختارت أن يكون الطبخ التقليدي محور الاحتفال في هذه السنة وحظي باهتمام كبير خلال الطبعة ال8 لصالون جرجرة للكسكسي الذي انطلقت فعالياته مؤخرا بدار الثقافة بتيزي وزو. وتشكل هذه التظاهرة الثقافية التي تصادف الاحتفال بحلول السنة الأمازيغية الجديدة (يناير) فرصة (لتجديد العهد) مع عادات الطبخ المميزة لمناسبة يناير الذي يمثل أول يوم في اليومية الزراعية التي كان يعتمد عليها من طرف سكان إفريقيا الشمالية والتي لا يزال العمل بها قائما ببعض المناطق بأرض الوطن على غرار منطقة القبائل. وتتصاعد رائحة أطباق الكسكسي المتنوعة بقاعة المعارض لدار الثقافة حيث دعي الزوار لتذوق مختلف الأطباق المقدمة من طرف ممثلي ولايات بشار والمديةوجيجلوالبليدة وتيزي وزو المشاركين في الصالون. وقد أثار الكسكسي المحضر بسمك الميرو والسردين المعروض من قبل ممثلي ولاية جيجل فضول الزوار، علما أن هذا الطبق التقليدي المحضر بتيزي وزو لا يحتوي على السمك، كما يتردد الزوار بأعداد كبيرة على جناح ولاية بشار حيث تعرض منتوجات خاصة بهذه المنطقة الجنوبية من أرض الوطن على غرار الكسكسي المعد بالأعشاب العطرية والتوابل والحبوب وجناح باتنة حيث يعرض الكسكسي المحلي وجناح المدية الذي يحتوي على طبق (الشخشوخة) وجناح البليدة حيث يعرض عصير الليمون أو المعروف بالشربات التي يذيع صيتها خاصة في شهر رمضان المعظم. من جهتهم قدم ممثلو ولاية تيزي وزو كيفية تحضير طبق الكسكسي وإعداد المرق بالدجاج وسبعة توابل المرافقة لهذا الطبق الذي يقدم بمناسبة يناير، تجدر الإشارة إلى أن هذه التظاهرة التي تدوم لغاية 14 من الشهر الجاري سيتخللها بعد غد الإثنين تنظيم (وعدة) (وجبة جماعية) على شرف السكان بدار الثقافة. كما سيتم بنفس المناسبة تنظيم ملتقى حول (الأدب الشفوي والقصة الشعبية).