تفتح لهم آفاقا واسعة داخل الوطن وخارجه * لغة الأناضول تجتاح العقول والقلوب شهد تعلم اللغة التركية في السنوات الأخيرة إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين من مختلف الفئات العمرية، سواء في الجامعات أو حتى في المدارس الخاصة، وحسب الأرقام المتوفرة لدينا فقد شهد عدد طلبة اللغة التركية في جامعة الجزائر ارتفاعا كبيرا، حيث تضاعف بنحو ثلاث مرات في سنة واحدة، فما السر وراء الإقبال المتزايد للجزائريين على هذه اللغة ؟ رشيدة بوبكر يبدو أن العلاقات السياسية والتجارية والثقافية والاجتماعية القائمة بين الشعوب الناطقة بلغات مختلفة، تؤدي مع مرور الوقت إلى التأثر والتأثيرالمتبادل بين لغات هذه الشعوب، وهو ما ينطبق على الحالة الجزائرية التركية، فالتواجد العثماني في الجزائر قبل عشرات السنين وآثاره وتأثيراته الراسخة إلى يومنا هذا، وأيضا العلاقات السياسية والاقتصادية التي تشهد توسعا ملحوظا... كل ذلك عزز العلاقات الجزائرية التركية. منذ الموسم الجامعي 2013/2014 أصبحت اللغة التركية تدرس رسميا في كل من جامعة قسنطينة، تلمسان، وجامعة الجزائر (2) بملحقة بني مسوس للغات الأجنبية ضمن قسم اللغات الشرقية والسلافية، ويأتي إدراج هذه اللغة بعد تزايد الطلب على تعلمها حيث افتتح القسم بأكثر من 65 طالبا في السنة الأولى، وقد لقي تدريسها إقبالا كبيرا في وقت قصير حيث سجل أكثر من 170طالب في السنة الجامعية 2014/2015. مظاهر تبرز امتزاج الثقافتين ويأتي الإقبال على تعلم التركية، حسب متتبعين، نتيجة اكتشاف الجزائريين لبلاد الأناضول عبر الدراما والمسلسلات التلفزيونية المروجة للثقافة التركية، والتي أعادت الكثير من العادات والكلمات وحتى المأكولات المنتشرة في الجزائر إلى أصلها التركي فكلمتا (البوستاجي) و (قهوجي) كلمتان تركيتا الأصل وتعني (موزع البريد وصاحب المقهى). و(الدولما) التي لا يستغنى عنها في البيوت الجزائرية وتعني (المحاشي) و(الرشتة) تسمى (أرشتا) وكذا مسميات بعض المدن الجزائرية كدالي إبراهيم وتعني إبراهيم المجنون وحسين داي أي الخال حسين. هذا من جهة ومن جهة أخرى فلتجارة السلع القادمة من اسطنبول حصة الأسد في نشر الثقافة التركية التي هي مزيج من الأصالة والحداثة فعلى سبيل المثال صار الحجاب التركي علامة للجودة والأناقة في الأسواق الجزائرية وأيضا الإكسسوارات المنزلية علامة حداثة في الديكور المنزلي. فرص عمل وامتيازات كثيرة ومن جهتهم طلبة اللغة التركية أبدوا ارتياحهم لدراسة هذه اللغة وخاصة أن الجامعة تتوفر على موارد بشرية من أساتذة أتراك ووسائل بيداغوجية وتكنولوجية جد حديثة تساعد على تلقين وفهم الدروس بأريح منهجية، وأيضا توفر مناصب الشغل لخريجي الجامعات كالعمل في الشركات التي تجاوز عددها 300 شركة تركية مستثمرة في الجزائر وأيضا في مجال الترجمة والسياحة. فسر حب الطلبة لهذه اللغة راجع لسهولة نطقها. وكذا تقديم الامتيازات والمنح الدراسية نحو جامعات تركيا للطلبة المتفوقين نهاية كل سنة جامعية.