حقوقيون ينصحون باللّجوء إلى المحاكم دفاعا عن الرسول الكريم تشريعات وطنية ودولية تحمي الدين من عبث السفهاء إذا أردنا أن ندافع عن مصالحنا وكرامتنا وأمننا لابد أن نستعين بالعقل والذكاء والقانون الدولي ، هذا ما ذكره الأستاذ مقران آيت العربي في مقال نشره على صفحته الفايسبوكية، وهو الرأي الذي يقاسمه إياه كثير من المختصين الذين يرون أن نصرة الرسول الكريم صلّى اللّه عليه وسلّم والذود عن حياض الإسلام ينبغي أن يتم بكل الطرق المتاحة والمباحة، سواء في الجزائر أو خارجها، ومنها القانون، خصوصا وأن هناك تشريعات وطنية ودولية تحمي الدين من عبث السفهاء وسفاهة العابثين. إذا كان بعض المختصين يرون أنه بالإمكان الاستعانة بمضامين التشريعات الدولية التي تُجرّم الإساءة للأديان ونشر العنصرية والكراهية لملاحة المتطاولين على الدين الإسلام، مثلما فعلت وتفعل صحيفة شارلي إيبدو ، فإن آخرين يشددون على أنه لا ينبغي التساهل مع بني جلدتنا الذين يستهزئون بالمقدسات ويتحاملون على الثوابت تحت مبرر الإبداع وحرية التعبير، علما بأن قانون العقوبات الجزائري ينصّ في المادة 144 مكرّر 2 على تجريم ومعاقبة كل من أساء إلى الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم أو بقية الأنبياء أو استهزأ بالمعلوم من الدين. وأجمع محامون على ضرورة سَنّ واستنباط مواد من وقوانين من القانون الدولي لتجريم العنصرية ونشر الكراهية الدينية، ومحاكمة من يسيء إلي الدين الإسلامي في الوطن ومعاملة من يسيء إلى الدين كذلك خارج الوطن عن طريق مقاطعته والرد عليه بالمثل. الأستاذ عمر خبابة: ينبغي تجريم الإساءة للأنبياء والمقدسات قال المحامي الأستاذ عمر خبابة بخصوص تجريم العنصرية ونشر الكراهية الدينية من قبل القانون الدولي إنه لا يمكن مقاضاة شارلي ايبدو واخواتها لان الجريدة في نظر الغرب ساخرة والرسوم التي قاموا بنشرها ماهي إلا صور عادية بالنسبة لهم في حين تمس مقدسات المسلمين هذا من جهة، ومن جهة أخرى أضاف أن القانون الدولي يبقى قواعد عامة، حيث انه ليس هناك محكمة تعاقب على احكام هذه الاتفاقيات على الدول. وأشار المحامي خبابة أمس، في تصريح ل أخبار اليوم إلى أن هذا الموضوع له شقين الدولي والوطني، الدولي يتعاملون بنفس الطريقة ويقاطعوهم ويعون إلى عدم التعامل معهم بتاتا، أما الوطني يعاقبون ويخضعون للقانون، لانهم لا يقدرون مقدسات الدولة او المواطنين، على حد تعبيره. وأكد المحامي خبابة أن من أجل تجريم الفعل لابد من استنباط اتفاقية أو مواد من القانون الدولي لتجريم العنصرية، مشيرا إلى أنه في الوقت الراهن هناك دعوة لتجريم الإساءة إلى الأنبياء والمقدسات. وقال خبابة إن مسائل التعبير يمكن الرد على أصحابها بنفس الوسائل، مضيفا أنه يمكن للأطراف المتضررة أن ترد على الإساءة بنفس الطريقة أي رسم أو مقال أو اثارة، إلى جانب مقاطعة الوسيلة المسيئة هذا في العالم ككل. أما عن الإساءة إلى المقدسات والدين في الوطن فأكد المحامي على وجود قوانين تعاقب على كل إساءة إلى المقدسات والشعائر وما هو معلوم في الدين، وقال إنه يتعيّن على النيابة العامة أن تحرك الدعوة العمومية لكل من إساء للمقدسات والشعائر وذلك طبقا لقانون العقوبات، فهو يعاقب كل من يسيء إلى الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم، وعلى كل متضرر أن يتقدم بالشكوى ومطالبة المسيئين بالجزاء. وأردف المحامي أن مثل هذه التصرفات لا يمكن أن تصدر عن جزائريين، مشيرا إلى أنه لابد على الصحافة الجزائرية أن لا تقحم نفسها في مثل هذه السلوكات المخزية، كما يجب تطبيق القانون على كل من تسول له نفسه الاساءة للدين . كل المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان تمنع الدعوة إلى الكراهية على أساس ديني من جهته، رد الاستاذ المحامي مصطفى بوشاشي على سؤال أخبار اليوم والمتعلق بالإساءة إلى الثوابت والمقدسات من طرف جزائريين بطرق مختلفة مثلما فعل كمال داوود وتفعل بعض الصحف الوطنية التي تضامنت مع شارلي أيبدو قائلا إن المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وحرية التعبير والمعتقدات تمنع الدعوة إلى الكراهية والحقد والعنصرية على أساس ديني أو عرقي أو لوني. وأضاف الأستاذ مصطفى بوشاشي أن كل الخطابات التي تحمل في ذاتها تقليلا من شأن ديني أو عرقي يعتبر مخالفة فادحة للقوانين الدولية.