وسط تصريحات غير متطابقة للمسؤولين وتباين آراء المختصّين أشعلت التصريحات غير المتطابقة لعدد من كبار المسؤولين جدلا جديدا بشأن استغلال الغاز الصخري، وسط استمرار الاحتجاجات المطالبة بوقف استغلال هذه المادة في عدد من ولايات الجنوب، وكذا تضارب آراء بعض الخبراء حول القضية التي باتت محلّ اهتمام كبير عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضا على مستوى الشارع. جاء تصريح الوزير الأول عبد المالك سلال بخصوص الموضوع حين قال على صفحته الفايسبوكية الرسمية إن الحكومة لم تمنح أيّ ترخيص لاستغلال هذا المورد ليضفي مزيدا من الجدل على القضية، مشيرا إلى أن استغلال هذا النّوع من الغاز لم يبرمج في جدول أعمال الحكومة إلى حد اليوم، كما ذكر أن هذه العملية يجب أن تمرّ بعدّة مراحل، فأولا إجراء بحوث تقليدية ثمّ إطلاق مشروع تجريبي، وبعدها إجراء تقسيم عام. تصريح سلال كان غير مطابق لتصريح وزير الطاقة السيّد يوسف يوسفي الذي كان قد أكّد أن استغلال هذه المادة لا يشكّل أيّ خطر، ودعا الممثّلين إلى التحلّي بالرزانة، مؤكّدا أنه في حال إثبات حدوث أيّ خلال سيتمّ التوقف عن هذه العملية. كما سبق وأن أدلى المدير التنفيذي لشركة سوناطراك السيّد سعيد سحنون بتصريح يقول فيه إن المجتمع سيستثمر 70 مليار دولار لاستغلال هذه المادة، وأن الشركة ستستثمر ما لا يقلّ عن 70 مليار دولار خلال العشرين سنة القادمة من أجل إنتاج 20 مليار متر مكعّب من الغاز الصخري سنويا. في جانب، آخر يرى المدير العام السابق لشركة سوناطراك وخبير في الطاقة والبيئة السيّد عبد المجيد عطار في تصريح قال فيه إن الجزائر لا يمكنها الشروع في الوقت الحاضر ولا حتى خلال العشر سنوات القادمة، لكن بالنظر إلى الاحتياط الموجود في الطاقات التقليدية، (وإذ لم نتمكّن من اكتشاف حقول أخرى لنفط والغاز الصخري فإننا نجد أنفسنا مجبرين على الشروع في استغلال هذه المادة). ومن جهة أخرى، يرى خبير في قضايا الطاقة ومدير عام سابق بوزارة الطاقة السيّد بوخليفة أحمد أن استغلال هذه الطاقة يجب أن يخضع للدراسة لأنها ليست قضية سنة أو سنتين وتتطلّب وقتا طويلا لتهيئة المناخ، وأكّد أن الجزائر لا يمكنها إنتاج الغاز الصخري حاليا لأنه يتطلّب تكنولوجيا عالية والجزائر تعاني من مشكل عدم التحكّم في التكنولوجيا، فضلا عن المخاطر التي قد تنجم عن استغلال هذه الطاقة الجديدة، منها مشكل تلوّث البيئة، مشيرا إلى نجاح أمريكا في استغلال الغاز الصخري لكونها تمتلك تكنولوجيا متطوّرة وتنتجه بأقلّ تكلفة. ووسط استمرار الجدل بشأن الموضوع يواصل الرافضون لاستغلال الغاز الصخري احتجاجاتهم، مؤكّدين أن الجزائر ليست مهيّأة حاليا لإنتاج واستغلال هذا النّوع من الغاز، داعين إلى ضرورة دراسة كلّ الجوانب قبل الشروع في استغلاله بالنظر إلى الاحتياطات الطاقوية المتوفّرة حاليا.