المركز الوطني للسجل التجاري يتبرأ منها تستوقفك وأنت تتجول في شوارع العاصمة حالة غريبة دخيلة أصبحت تطغى على الشارع الجزائري، فما أن ترفع رأسك قليلا إلى مستوى اللوحات على المحلات التجارية، لتجد كارثة معلقة، أن الكارثة ليست في قدم اللوحات، فهي حديثة ومن أرقى التصاميم الحاسوبية، إنما السوء في تلك العناوين والكلمات فهناك أسماء لا تتناسب مع الذوق العام وهناك أسماء لاتتناسب مع نشاط المحل، مما يجعل الاسم موحيا لغير ما يقوم به المحل. (ميام ميام) (كنزي بال) (همهم) (فايسكوك) وغيرها، هي أسماء غريبة، مدهشة، هجينة وطريفة أحيانا أخرى، لكل اسم قصة، يستعملها أصحاب المحلات من أجل جلب انتباه الزبائن، أسماء بالعربية وأخرى بلغات مختلفة، والبعض منها بكلمات لا تمت لأي من اللغات بصلة، تقربنا من بعض هؤلاء التجار وسألنا عن أصل التسمية. في جولتنا التي قادتنا إلى بعض المحلات التجارية ببلدية برج الكيفان وباب الزوار كانت البداية بمحل (ميام ميام) سألنا أحد العاملين بهذا المحل عن أصل تسميته بهذا الاسم فكان رده أنه لديه صديق بألمانيا يملك مطعما بهذا الاسم الأمر الذي جعله يسميه على اسمه لعله يعرف الشهرة التي يعرفها المحل المتواجد بألمانيا. ونحن نواصل جولتنا دخلنا إلى محل (فايسكوك) الذي أشار صاحبه إلى أننا في زمن التكنولوجيا والشباب الجزائري مولع بشبكات التواصل الاجتماعي لذا استوحى هذا الاسم من (الفايسبوك)، ما لاحظناه خلال هذه الجولة أن غالبية اللافتات التجارية مكتوبة باللغات الأجنبية لذا أثارنا فضولنا لسؤال أحد أصحاب المحال التجارية الذين فضلوا أسماء أجنبية قال إن ذلك يسهل حفظ الاسم من قبل الزبائن وربما يجذبهم الاسم الغريب، وأشار إلى أن هناك من يستخدم أسماء وعناوين مسلسلات تلفزيونية رائجة أو ألقاب نجوم كرة قدم وسينما استفادة من لمعان اللقب. رأي الشارع الجزائري انقسم إلى عدم الاهتمام بالتسميات ومايهمه هو نوعية الخدمة المقدمة، أما البعض الآخر فقد أكد على أنه يعتمد اسم المحل كأفضل مرشد على الاختيار، ونحن نجوب الشوارع التقينا جمال الذي أكد أنه من الأشخاص الذين يهتمون باسم المحل لأنه إذا أحدث هذا الاسم ضجة فهو بالأكيد يقدم خدمات لا تتوفر في جميع المحلات الأخرى. في حين ذهب سليم إلى القول أن الأسماء التجارية لا تعني له شيئا خاصة الأجنبية منها، فالمهم نوع الخدمة وتوفر شروط النظافة، مشيرا أن العديد من يستعملون هذه الأسماء الهجينة وبلغات أجنبية ليس لشيء سوى من أجل الإيحاء للناظر بأن السلع الموجودة ذات قيمة وجودة عالية، باعتبار أن لدى معظمنا أو بعضنا (عقدة نقص) وحب ما تجاه كل ما هو(أجنبي). كما استنكر منير قيام بعض أصحاب المحلات بإطلاق أسماء أجنبية مع أن لغتنا وتاريخنا يحفل بالأسماء المعبرة والجميلة، وأشار إلى أن من يفعلون ذلك ينطلقون من تأثرهم بالغرب والحضارة الغربية وهم بذلك يبتعدون عن حضارتنا ولغتنا العربية ويطمسونها. * لا وجود لقانون يعاقب على هذه الألفاظ الهجينة ولأن الاسم التجاري يلعب دورا كبيرا في عالم التسويق حاولنا أن نستفسر عن أهم الخطوات القانونية التي يتخذها التاجر في اختيار اسم لمحله من خلال المركز الوطني للسجل التجاري، وبالخصوص حاولنا البحث عن جواب لسؤال كان يراودنا كلما رأينا لافتة معلقة، هل أمر إطلاق المصطلحات والأسماء التجارية مفتوح على مصراعيه لمن يريد أن يسمي كما يشاء؟ وفي هذا الصدد أشارت مسؤولة بالمركز الوطني للسجل التجاري إلى الإجراءات التي تخص تسمية المحل التجاري قائلة (هناك استمارة يملأها التاجر وتتضمن 4 أسماء فنقوم نحن باالمركز بدراسة هذه الأسماء لتجنب الوقوع في نفس التسميات واختيار الأنسب من بينهم وفي حال ما إذا كان لا يصلح أي اسم من الأسماء المقدمة نطلب من التاجر تغيير الاسم وإن تعذر عليه ذلك نقترح نحن عليه اسما ويكون اختيار هذا الاسم طبعا حسب نوع التجارة التي سيمارسها بهذا المحل. وفيما يخص التسميات الغريبة التي تتداول في الفترة الأخيرة تقول المتحدثة إن السجل التجاري الوطني بريئ من هذه التسميات لأنه لا يوجد قانون يعاقب على مثل هذه الإجراءات أو التصرفات فهنا يدخل الأمر في حالة الإشهار وهو مسموح لأي شخص. هي تسميات تجارية للغة السائدة على العموم في الشارع الجزائري بل تعدى هذا الأخير مؤسسات اللغة العربية في خلق مصطلحات جديدة أصبحت لا تفارق أفواه شباب الجزائر من غربه إلى شرقه ومن شماله إلى جنوبه.