* ما معنى (ومن الجبال جدد بيض وحمر) مختلف ألوانها؟ خلق الله سبحانه وتعالى الجبال مختلفة الألوان هناك ألفاظ كثيرة موجودة بالقرآن الكريم نقرؤها ولا نفهم معناها ولا المقصود منها، ونحن هنا قرّاء (بص وطل) الأعزاء نريد أن نعي ما نقرأ من القرآن ونتدبّر ونفهم معانيه؛ قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}؛ فتعالوا معنا مع هذه الآية القرآنية الكريمة: يقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} [فاطر: 27]. في هذه الآية الكريمة التي معنا اليوم دليل على كمال قدرة الخالق في خلقه للأشياء المتنوّعة المختلفة من الشيء الواحد؛ حيث يقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا}، هنا يُخاطب المولى عز وجل رسوله الأكرم ويقول له ألم تعلم يا محمد أن الله أنزل من السماء ماءً أخرج به ثمرات مختلفة الألوان من أصفر وأحمر وأخضر وأبيض، إلى غير ذلك من ألوان الثمار، كما هو الشاهد مِن تنوّع ألوانها وطعومها وروائحها. وقوله تعالى: {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا}؛ جُدَد مفرد جُدَّة وجَدِيد وهي العلامات والخطوط الظاهرة تكون في الجبال بيض وحمر وسود، والمعنى أن المولى عز وجل خلق الجبال كذلك مختلفة الألوان من بيض وحمر، وفي بعضها خطوط وعلامات مختلفة الألوان أيضا. أمّا قوله تعالى: {وَغَرَابِيبُ سُودٌ} كان العرب يقولون: هُوَ أَسْوَد غِرْبِيب إذا وصفوه بشدّة السّواد، وقيل الغرابيب: الجبال الطوال السود، والمعنى هنا أن هذه الجبال حالكة السواد، بل تدلّ على ما هو أشدّ من الأسوَد فهو مثالي في سواده، والأصل: سود غرابيب والتقديم والتأخير هنا غرضه التوكيد، وهذا يعني أن تقديم غرابيب على سود فيه توكيد على أنه حالك السواد، وهو ما يُؤكّد أن هذه الأجسام تعدّ أجساما معتمة تماما. في النهاية عزيزي القارئ.. عليك عند قراءة هذه الآية أن تضع معانيها أمامك..