قمت بتطليق زوجتي ثلاث مرات على مدى ستة وثلاثين عامًا، علمًا بأنني مريض بالسكر بشكل يجعلني لا أسيطر على نفسي عندما أغضب وهي تفقدني أعصابي وأتشاجر معها وأقول لها: (أنتِ طالق) في الثلاث المرات. فهل يمكن أن أُرجع إليَّ زوجتي مرة أخرى؟ الإجابة إذا كان الحال كما ورد بالسؤال من أن السائل قال لزوجته في ثلاث مرات: (أنتِ طالق)، وهو في حالة مرضية تمنعه من التحكم في نفسه والسيطرة عليها عند الانفعال، فإنه يكون في حالة عدم الإملاك عند التلفظ بالطلاق، فإذا كانت هذه هي حالته في المرات الثلاث فلا يقع منها أي واحدة في أي مرة من المرات الثلاث المذكورات. وبناءً على ما ذكر فإن العلاقة الزوجية بين السائل وزوجته ما زالت قائمة ومستمرة بين السائل وامرأته. والله سبحانه وتعالى أعلم. س: ما حكم التشفي بالموت والمرض والمصائب؟! توفي لنا زميل في حادثة ففرح أحد الزملاء وقال: الحمد لله، قد انتقم منه اللّه، لأنه حرمنى من علاوة بدون وجه حق، فهل هذا القول جائز؟ الإجابة لا شك أن الموت من أعظم ما يقع بالمؤمنين من الابتلاء له ولمن يتركهم بعده، وعند المصائب يجب الاعتبار والاتعاظ، والرحمة الإنسانية تحمل على الحزن بل والبكاء مهما كانت معاملة الميت، لقد قام النبي صلى الله عليه وسلم لجنازة، ولما قيل له: إنها ليهودي قال (أليست نفسا)؟.. رواه البخارى ومسلم. وليعلم كل إنسان أن التشفى بالموت ليس خلقا إنسانيا ولا دينيا، فكما مات غيره سيموت هو، وهل يسر الإنسان إذا قيل له: إن فلانا يسعده أن تموت ؟ والنبي- صلى الله عليه وسلم قال (لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك).. رواه الترمذي وحسَّنه . إن الشماتة بالمصائب التي تقع للغير تتنافى مع الرحمة التي يفترض أنها تسود بين المسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم -على الرغم من إيذاء أهل الطائف له - لم يشأ أن يدعو عليهم بالهلاك وقد خيره جبريل في ذلك، ولكن قال في نبل وسمو خلق (لا ، بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئا) ثم تسامى في النبل والكرم فدعا لهم بالهداية والمغفرة. ولما منع ثمامة بن أثال عن قريش إمدادهم بالطعام، وقد كانوا في قحط، لم يظهر الرسول بهم شماتة ولم يفرح لما أصابهم، بل أمر بإمدادهم بما كان معتادا، عندما ناشدوه الله والرحم وسألوه بأخلاقه السمحة المعهودة فيه. وقد قال في صفات المنافقين (وإذا خاصم فجز ومن الفجور الشماتة). إن الشماتة بالغير خلق الكافرين والمنافقين الذين قال اللّه فيهم {إن تمسسكم حسنة تسؤهم. وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها. وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا}.. [آل عمران : 120]، ألا فليعلم الشامتون بغيرهم أن الأيام دول والشاعر الحكيم يقول: فقل للشامتين بنا أفيقوا * سيلقى الشامتون كما لقينا قال الله تعالى عندما شمت الكافرون بالمسلمين في غزوة أحد {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس}.. [آل عمران : 140].