تشهد الإقامة الجامعية ل باب الزوار 3 منذ الدخول الجامعي حالة من الغليان وسط الطلبة المقيمين بها نتيجة تراكم العديد من المشاكل والنّقائص بذات الحي الجامعي الذي عاش منذ أيّام قليلة احتجاجات أدّت إلى غلق الطريق الخارجي تعبيرا من هؤلاء الطلبة عن معاناتهم اليومية جرّاء تفاقم المشاكل والوضعية المزرية التي آلت إليها أجنحة الإقامة وملحقاتها من دورات المياه، الحمّام وكذا الفراش ولواحقه، إلى جانب نقائص أخرى أثّرت بالسّلب على يوميات هؤلاء الذين ينتظرون بشغف تجسيد وعود الإدارة بعد تشكيلها للجنة متابعة البرامج المدرجة كأولوية· كشفت شعبة الإقامة الجامعية للاتحاد العام الطلاّبي الحرّ ل باب الزوّار 3 في تقرير مفصّل تحصّلت أخبار اليوم على نسخة منه، عن جملة من المشاكل التي يتخبّط فيها الطلبة المقيمون بها طيلة الثلاثي الأوّل من الدخول الجامعي 2010/2011، مع مرافقة التقرير بالصور التي تنطق لوحدها عن ما يعانيه الطلبة من استمرار لحالة التدهوّر الكارثية لمختلف هياكل الإقامة وما يرافقه من صمت الجهات المسؤولة التي لم تحرّك ساكنا لحلّ مشاكل الطلبة أبرزها مشكل الإطعام الذي كان ولازال في تدهور كبير نوعا وكَمّا، وكذا رداءة فطور الصباح وما يقابله من نقص في عدد العمّال العاملين بداخله مع استمرار العمل بالنّظام القديم بخصوص البطاقات· أمّا بخصوص جانب الصيانة والأمن فقد ذكر التقرير تدهور حالة دورات المياه مرفقة بالصور، وهي الحالة التي تشهدها تلك الأماكن منذ سنوات خلت، مذكّرين بتقاعس أعوان أمن البوّابة في عملية مراقبة البطاقات، ممّا يشجّع على دخول الغرباء إلى الحيّ، ناهيك عن نقص الإنارة في بعض أركان الحي وتسرّب مياه الأمطار إلى داخل شقق الأجنحة والمطعم دون ذكر الأوساخ المتراكمة أمام مدخل الأجنحة وفي دورات المياه، ممّا زاد من انبعاث الرّوائح الكريهة في تلك الزّوايا التي تتكاثر في ها الحشرات والحيوانات· من جهة أخرى، أبرز التقرير تدنّي جانب الخدمات والمرافق في ظلّ غياب المرشات عن الإقامة وعدم تهيئة الملعب وتزويده بالإنارة الليلية وعدم وجود قاعة للرياضة والنشاطات وتسجيل نقص في عاملات النّظافة في الأجنحة، كما تحدّث التقرير عن معاناة الطالب في حال توجّهه إلى محلّ بيع المواد الغذائية العامّة بعدما يصطدم بارتفاع فاحش بأضعاف المرّات لما يباع في الخارج، ناهيك عن انعدام الأنترنت· أمّا عن شقّ النقل والإيواء فقد أشار التقرير إلى عدم توزيع الأفرشة الجديدة ورداءة الأغطية والوسائد مع قدمها، هذا إلى جانب بقاء محطّة الإقامة على حالها مع تسجيل تدهور كبير فيها يزداد من سنة إلى أخرى بحيث يظهر ذلك جليا كلّما حلّ فصل التساقط· أمّا أهمّ نقطة ركّز عليها تقرير الاتحاد العام الطلاّبي الحرّ فهي غياب سيّارة إسعاف والمداومة الليلية للطبيب في حال التدخّل في الإسعافات الأوّلية· هذا، ويشار إلى أنه ونظرا لهذه الأوضاع المزرية قام مكتب الاتحاد في الإقامة بعقد لقاء مع مدير الإقامة لمناقشة الأوضاع وقدّمت لائحة مطالب في أواخر أكتوبر المنصرم وتحصّل على نسخة منها مدير الخدمات الجامعية شرق، غير أن الوضعية بقيت على حالها ممّا أدّى إلى تنظيم حركة احتجاجية في ال 30 نوفمبر الماضي بمشاركة نحو 2000 طالب مطالبين بنزول مدير الخدمات الجامعية للحديث إليه، غير أنه حسب التقرير المرفوع رفض وأغلق هاتفه· وفي اليوم الموالي قام الطلبة بعقد لقاء مع ذات المسؤول ومدير الإقامة، حيث تمّت الموافقة على بعض المطالب دون أخرى لأنها خارج صلاحياتهم وكان يومها العديد من الطلبة ينتظرون نتائج اللقاء في اعتصام سلمي، غير أنه تمّ الاعتداء على بعضهم حسب التقرير وتمّ نقلهم إلى المستشفى، وتمّ على إثرها تحديد موعد آخر مع مدير الديوان الوطني للخدمات الجامعية في اليوم الموالي بحضور مدير الخدمات الجامعية للجزائر شرق، لكن هذا الأخير غاب عن الاجتماع حسب ذات البيان والذي هدّد بالمتابعة القضائية بعض الطلبة· حيث نتج عن هذا اللّقاء شرح الوضعية المزرية للطلبة، في حين قدّمت وعودا لهم بإيجاد حلول سريعة لهذه المشاكل، حيث من المفترض أن تكون ذات الجهات المسؤولة قد أرسلت أمس لجنة للمتابعة والوقوف على جملة من تلك الوعود المدرجة ضمن أشغال الصيانة وإعادة الاعتبار للعديد من هياكل الإقامة الجامعية ل باب الزوار 3·