أثارت الضجة الإعلامية التي أثارتها الوثائق المسربة عن موقع ويكيليكس، اهتماما ملحوظا في الشارع الجزائري، خاصة وسط المراهقين والشبان، الذين راحوا يبحثون كل ما يتعلق بهذا الموقع الشهير، وكمِّ المعلومات الهائل التي قام بطرحها على الشبكة العنكبوتية، فيما يخص عددا هاما من البرقيات والوثائق والملفات البالغة السرية، حسبما يتم تداوله عبر الكثير من وسائل الإعلام، خاصة وانه كشف النقاب عن عدد من القضايا الملفات التي كانت تبدو لفئة كبيرة من الناس في الجزائر و العالم اجمع، ملفات تحيط بها السرية والغموض، وفيما راح البعض يتتبع أخبار كشف وتسريب هذه الوثائق عبر نشرات الأخبار وتقارير الصحف اليومية، فضل الآخرون الإبحار بأنفسهم إلى هذا الموقع، بغية الاقتراب أكثر من هذه المعلومات، يدفعهم الفضول والرغبة في اكتشاف المزيد. وبغض النظر عن التحليلات المقدمة من طرف الخبراء السياسيين والأمنيين بشان الضجة التي أحدثها ويكيليكس مؤخرا، فان عددا كبيرا من الشبان الجزائريين خاصة والمراهقين، أصابتهم حالة من الرغبة في الاطلاع، خاصة فيما تعلق ببعض القضايا التي لا يعرفون عنها الكثير كالحرب على العراق وفضائح بعض رؤساء الدول والملوك، وغيرها من الأخبار الفائقة السرية، ولان كل ممنوع مرغوب، فليس من الغريب إذن أن تدفع الوثائق السرية التي سربها هذا الموقع، الكثيرين إلى طلب المزيد، وهو ما ذهب إليه احد الشبان الذي قال انه يرغب في الاستعلام أكثر خاصة عن القضايا العربية، وعلاقة إسرائيل ونفوذها داخل بعض الدول، وغيرها من التساؤلات التي كانت تراود ذهنه منذ فترات طويلة، ورغم انه يقول انه لا يثق الثقة كلها في هذه المعلومات التي جاء بها ويكيليكس، ويعتقد أن لبعض الجهات الأمنية العالمية الفاعلة يد في ذلك، إلا انه يرى أنها معلومات ذات أهمية، على الأقل لأنها تكشف عن بعض الجوانب الغامضة والمبهمة لدى الناس. تجدر الإشارة إلى أن ويكيليكس، ومعناها "تسريبات الويكي" يعتبر موقع ويكيليكس -كما يقول القائمون عليه- موقعا للخدمة العامة مخصصا لحماية الأشخاص الذين يكشفون الفضائح والأسرار التي تنال من المؤسسات أو الحكومات الفاسدة، وتكشف كل الانتهاكات التي تمس حقوق الإنسان أينما وكيفما كانت، من أبرز القائمين على الموقع الناشط جوليان أسانغي. وجاء الاسم من دمج كلمة "ويكي" والتي تعني الباص المتنقل مثل المكوك من وإلى مكان معين، وكلمة "ليكس" وتعني بالإنجليزية "التسريبات". وقد تم تأسيس الموقع في جويلية 2007 وبدأ منذ ذلك الحين بالعمل على نشر المعلومات، وخوض الصراعات والمعارك القضائية والسياسية من أجل حماية المبادئ التي قام عليها، وأولها "صدقية وشفافية المعلومات والوثائق التاريخية وحق الناس في خلق تاريخ جديد". وانطلق الموقع بداية من خلال حوار بين مجموعة من الناشطين على الإنترنت من أنحاء متفرقة من العالم مدفوعين بحرصهم على احترام وحماية حقوق الإنسان ومعاناته، بدءا من قلة توفر الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والقضايا الأساسية الأخرى. ومن هذا المنطلق، رأى القائمون على الموقع أن أفضل طريقة لوقف هذه الانتهاكات هو كشفها وتسليط الضوء عليها. وتعود أهمية الموقع في كشف الأسرار بالعديد من القضايا ذات البعد الإنساني.