سلبيات عديدة أفرزت تقلبات على المجتمع الطفل هو رجل المستقبل ، وهو الحلم الذي ينتظره كل الأزواج والزوجات، ففئة الاطفال هي الفئة المعول عليها لبناء هذه الامة فهم الطاقة الكبيرة التي نعتز بها ونضحي من اجلها، والواجب علينا ان نسقيهم بالقيم والمبادىء التي تحصنهم من الانجراف وراء التيارات والرياح العابرة وهذا لا ياتي الا من خلال التربية الجيدة في البيت والمدرسة. حسيبة موزاوي التربية والتنشئة السليمة هي من اصعب الامور التي تواجه العائلة الجزائرية في حياتها الاجتماعية وما تتحمله المدرسة في رسالتها التعليمية، ومرد هذه الصعوبة إلى اختلاف تنشئة الأطفال في الأجيال الحالية عن التنشئة في الأجيال الماضية، ويتمثل الاختلاف بين الجيل السابق المطالب بأداء الواجبات دون حصوله على الحقوق والجيل الحاضر الذي تعطى له الحقوق دون أن يؤدي ما يقابلها من واجبات، فهو يرى حقوقه على أسرته ولدى مجتمعه ولكنه لا يؤدي واجباته في مقابل ما حصل عليه من حقوق، وكل هذا نتيجة عوامل مختلفة افرزت تقلبات على المجتمع كان ضحيتها الطفل بشكل كبير. إهمال الأسر دورها في التربية من هذا المنطلق نزلت اخبار اليوم الى الشارع الجزائري لرصد راي المواطن حول الطريقة الصحيحة لتنشئة الطفل كانت البداية مع عمي مصطفى الذي اكد ان الاباء في الوقت الحالي تلزمهم بدورهم دورات تاهيل وتوجيه و اغلب المشاكل التي تقع اليوم بمجتمعنا هي نتاج وحصاد تخلي الاباء عن ابناءهم، وانشغالهم بامور الدنيا وما اكثر هذه الحالات في الجزائر،حيث اصبح الاباء يلهون بجمع المال وتركوا الاطفال للمجتمع يربيهم على طريقته البعيدة عن قيمنا وتعاليم ديننا الحنيف. اما السيدة نورية تقول الوقت الحالي تميز ببعض الصعوبات سواء من خلال الاهل او المدرسة، فالطفل ينظر إلى وجه أبيه وينتظر ابتسامة توحي برضاه عنه، فلا يجد سوى ظلال تجهم مصطنع في محاولة لفرض هيبته، وإن كان في داخله ينطوي على حب غامر لهذا الابن ويتمنى له من أعماق قلبه التفوق والسعادة في كل أوجه الحياة، ولكن هذه العواطف الأبوية الصادقة تختفي وراء صرامة متكلّفة للمحافظة على الهيبة، وكذلك الوضع بالنسبة للمعلم فإنه يجتهد في التدريس حتى يبلغ به الاجتهاد تمني تفوّق كل طالب ولكنه لا يعبر عن أمنيته حتى بابتسامة، لأنه يظن ذلك يسقط هيبته ويقلل من قيمته، فيرسم على وجهه عبوس مصطنع، اما من حيث الهيئة التي تلعب دور في التربية فبتنا نرى اطفال بقصات شعر غريبة وملابس عجيبة تجعلنا نتساءل اين رقابة الاولياء وبالنسبة للمدرسة الجزائرية اصبح المعلم فيها لا يطالب الا ما هو في صالحه ضاربا منفعة التلميذ عرض الحائط وخير دليل على ذلك الاضرابات المتواصلة التي تشهدها المنظومة التربوية. بين القسوة والتدليل اما كريم فيرى ان القسوة في التربية تدفع إلى النفور، كما لا يجوز في المقابل الافراط في تدليل الطفل دون متابعة مما يؤدي إلى الفشل في حياته، والحالان على طرفي نقيض، فلا القسوة مطلوبة ولا الإهمال يمثل التربية الصحيحة، فبين النفور والفشل يجيء الحل الوسط وهو الاعتدال في التربية. وللاستفسار حول التباين الحاصل في تربية الاولاد بين الماضي والحاضر ربطنا اتصال بالسيدة ف.زهرة اخصائية في علم النفس الاجتماعي التي اشارت الى ان وجوه الاختلاف متعددة بين الماضي والحاضر في مجالات كثيرة لعل أبرزها التفاوت في التربية لا من حيث المحبة والحرص على بناء شخصية الطفل، فجميع الاولياء يكنون في أعماقهم لأولادهم كل الحب وينظرون إليهم بعواطف متأججة بالود، فالإنسان السوي يفضل أن يكون ابنه خيرا منه في كل الحالات، لأنه يرى فيه مستقبله الذي يتطلع إليه وأنه يمثل امتداده الذي يحرص عليه بعد غيابه عن هذا الوجود، ولكن الوضع مختلف بين التربية في وقت مضى والتربية الحالية، فقد حدث التراجع في جدية التعامل بين الأب وابنه فيما يتصل بعلاقة الأبوة بالبنوة وتراخي هذه العلاقة في استعمال الحزم حينما لا يكون هناك مفر من استعماله، فقد ذهب الوالدان في جيلنا إلى تدليل الطفل تدليلا مبالغا فيه، مما جعله ينشأ على أن رغباته مستجابة ومطالبه مجابة ولابد أن تتحقق، فلا ترفض له رغبة ولا يؤخر له طلب،فاذا كان هذا جيل الابناء كيف سيكون الوضع بالنسبة لجيل الأحفاد؟ سؤال يطرح الف سؤال اخر والمهم والاهم ان تراعي اسس التربية القويمة التي تحافظ على بناء شخصية الطفل في المستقبل.