* تتصدرها مشاهد القتل وقطع الرؤوس رغم أن ظاهرة انتشار ألعاب الفيديو في أوساط الأطفال الصغار وحتى المراهقين مرت على ظهورها العديد من السنوات إلا أنها لم تدرس بعد بالشكل المناسب، أكيد أن هناك الكثير من الألعاب التربوية والتعليمية قد تطور فكر الطفل وتعلمه مهارة اتباع التعليمات وحل المشاكل والسرعة في التفكير والتحليل والتطبيق واتخاذ القرارات والمثابرة، وتقوي الملاحظة، والتركيز، غير أن لها جانبا مظلما تجاهله البعض وهو الخاص بالألعاب التي تكون مليئة بإشارات العنف كمشاهد القتل وقطع الرؤوس وتكرار مناظر سفك الدماء، ناهيك عن ألعاب القتال بالبنادق التي تغذي روح العنصرية والعنف عند ممارسيها من الأطفال. فيديوهات تتصدرها مشاهد القتل قد تكون هذه الأنواع من أفلام الفيديو مجرد وسيلة تسلية بالنسبة لمعظم الأطفال، أما من وجهة نظر الآباء والأمهات فهي مثار قلق وخوف كما هو الحال بالنسبة لصانعي القرار ومربي المدارس الذين يعتقدون أن هذه المشاهد تعلم الأطفال أن اللجوء إلى العنف أسلوبا من أساليب حل المشكلات والوصول إلى الغايات، ولقد تعزز هذا القلق والخوف منذ مدة وجيزة عندما أصبح المجتمع الجزائري يشهد جرائم قتل حتى بين الأطفال وفي ساحات المدارس. جرائم قتل عبر المدارس ولعل أشهرها الجريمة المروعة التي وقعت داخل ابتدائية الشهيد بوعلام خليفي بحي مناصرية ببلدية الكاليتوس بين تلميذين لا يتجاوز سنهما 12 عاما والتي راح ضحيتها تلميذ في السنة الرابعة إثر تلقيه ضربات باليد والرجل على مستوى الصدر والرأس من طرف زميله بالممدرسة يدرس في السنة الخامسة أثناء شجار حدث في وقت خروج التلاميذ للاستراحة في الساعة التاسعة والنصف صباحا، وبعد أن أطلق حارس المدرسة جرس عودة التلاميذ إلى الأقسام شاهد مجموعة من التلاميذ محيطين بالضحية ساقطا على الأرض، قبل أن يسارع حارس المؤسسة إلى حمل التلميذ الذي كان يحتضر، حيث لفظ هذا الأخير أنفاسه الأخيرة بالمؤسسة الصحية الجوارية القريبة من المدرسة. هنا بدأت الكثير من التساؤلات حول أسباب انتشار العنف بين الأطفال ومن بينها نوعية ألعاب الفيديو التي بدأت تغزو أنحاء العالم، والسؤال المهم الذي يطرح نفسه بإلحاح أكثر من أي وقت مضى هل ألعاب الفيديو تساعد على تعزيز نزعة العنف لدى الأطفال؟ من هذا المنطلق نزلنا إلى الشارع لرصد آراء المواطنين التي تباينت، حيث تقول إحدى الأمهات إنها لا تعتقد أن ألعاب الفيديو تزرع العنف لدى الاطفال (إنني أحب مشاهدة هذه المعارك أيضا مع أبنائي وأنا لا أرى أنني أحب العنف أو أراه مألوفا، وإنني لست قلقة من مشاهدة ابني لهذه الألعاب وممارستها، لأنني أعلمه باستمرار الفرق بين الحق والباطل وما هو صحيح وغير صحيح. أما سميرة فرأيها مخالف فهي ترى أن هذه الألعاب تشّكل خطرا كبيرا على الأطفال وخاصة المراهقين، مشيرة إلى أن هذه الألعاب تصور عادة قتالا يدور بين أبطال اللعبة والأشرار يكون فيها اللاعبون صورا آدمية في أشكال صور متحركة، بحيث تكون الأحداث مجسمة ومصورة بدقة متناهية تبدو وكأن الأحداث تقع في مسرح جريمة حقيقي. لابد من حجب تلك المشاهد على الطفل وللاستفسار حول تأثير هذه الألعاب على الأطفال ربطنا اتصالا بالأخصائية النفسية (أمينة بلفارس) التي ترى أن هذه الظاهرة باتت تشغل المختصين كثيرا في الآونة الأخيرة، موضحة أنه يجب لمنع تداول أفلام وألعاب الفيديو التي تصور العنف حجب هذه المشاهد عن الأطفال لأن الخطر منها في رأيها حقيقي فحشو دماغ الطفل بمشاهد العنف المتواصلة لابد أن يؤثر سلبا على تكوين شخصيته وتطورها مستقبلا. فهذه الألعاب تعمل عمل برامج وأفلام التدريب على ممارسة القتل الجماعي والذهان النفسي. كما يمكن أن يؤدي إدمان الألعاب الإلكترونية من الناحية النفسية إلى أمراض نفسية كالخوف، والفوبيا الاجتماعية، والسلوك الوسواسي، والنوم المضطرب، وضعف الثقة بالنفس، والقلق، والسلوك العدواني، وكراهية الآخرين، وتشتيت الذهن، وضعف التفكير، والانطواء، والخلط بين الواقع والخيال، أما من الناحية الاجتماعية والسلوكية فقد تؤدي إلى عدم تعاون الأطفال مع الغير والشك في سلوك الآخرين وضعف الشخصية والصعوبة في محاورة الآخرين، وضعف العلاقة مع أفراد الأسرة والأصدقاء لانشغالهم بتلك الألعاب.