السكاكين والآلات الحادة ألعابهم المفضلة في البيوت بذرة العنف تُزرع مبكرا في الأطفال صغار يقلدون الكبار في العراكات الأجواء المحيطة بالأطفال عبر الأحياء والشوارع أثرت في سلوكياتهم بعد أن باتت تطبع يوميات أغلب الأسر الجزائرية مشاهدة تلك العراكات الحامية التي تستعمل فيها أعنف الوسائل على غرار السيوف والخناجر ومختلف الآلات الحادة، ومشاهدة الأطفال لتلك السيناريوهات المرعبة جعلتهم يقدمون على تلك الأفعال والسلوكات بالبيوت حتى وهم في سنواتهم الأولى وفي سن الرابعة والخامسة. ألزمت الأمهات على التحلي باليقظة لمجابهة تصرفاتهم العفوية التي يطلقونها صوب إخوتهم في البيت خوفا من وصول الأمور إلى ما يحمد عقباه وتعرض أحد الأبناء إلى إصابات خطيرة بسبب عدم تمييز هؤلاء الأطفال، بحيث ابتعد الأطفال عن لعبهم العادية والتربوية ومالوا إلى اللعب بالأدوات الحادة تأثرا ببذرة العنف التي زرعت فيهم منذ الصغر من خلال مشاهدة ما يدور من حولهم، حتى أنه تخصصت نواحي في بيع تلك المستلزمات الخطيرة التي يعرضها الباعة بكل فخر واعتزاز ووصل طول السيوف المعروضة إلى أكثر من متر، وأضحت الوسيلة المفضلة في العراكات. وتؤكد أغلب الأمهات ملاحظة تلك التصرفات الغريبة وهي تصدر من أبنائهم الصغار لاسيما الذكور خصوصا في الأحياء التي تطبعها العراكات الروتينية وما أكثرها عبر العاصمة والتي يترأسها بعض الشبان المتهورين، بحيث وصل الأمر إلى حد تخليف ضحايا بعد غرس السيوف والخناجر في مناطق من أجسادهم، وفي الوقت الذي يستعرض البعض عضلاتهم في تلك العراكات يتم مشاهدة تلك المشاهد المرعبة من طرف الصغار عبر شرفات منازلهم فغرست تلك المشاهد والأفكار في عقولهم الصغيرة وباتت السكاكين ومختلف الوسائل الحادة من بين اللعب المفضلة عندهم على مستوى المنازل وهجروا بذلك الألعاب المخصصة لهم بمختلف أنواعها سواء الترفيهية أو التربوية حتى أن هناك ميلا للأطفال في المناسبات التي يكثر فيها ترويج مثل تلك الألعاب على غرار العيدين المباركين، بحيث هناك ميل للمسدسات والسيوف والكلاشنكوفات المجسمة، حتى وصل بهم الأمر إلى الاستعمال الحقيقي لها في غفلة من أمهاتهن اللائي بتن يخفين تلك الأدوات عن أعين أطفالهن. ما قالته سيدة من عين النعجة إذ قالت إن حيهم معروف باندلاع تلك العراكات الروتينية التي تشد انتباه أطفالها الصغار ويركضون لمشاهدة تلك العراكات عبر النوافذ، ويقدم حتى ابنها الصغير الذي لم يتعد أربع سنوات على ذلك ما أدى به إلى تكرار تلك السلوكات، وفاجأها في مرة وهو يحمل سكينا من المطبخ ويركض من وراء إخوته، ويهددهم بالقتل، بحيث جسد نفس المشهد الذي يتكرر عليه وما كان عليها إلا إخفاء الوسائل الحادة عن أعينه خوفا من حدوث أي طارئ لقدّر الله تعالى. كما تؤكد أغلب الأمهات التأثير البالغ لتلك العراكات على أطفالهم المراهقين، بحيث منهم من راحوا إلى إرفاق السكاكين معهم قصدا منهم في حماية أنفسهم على الرغم من أنها جنحة مخالف عليها قانونا، بحيث كانت لتلك العراكات آثارا سلبية على سلوكيات الأطفال وحتى المراهقين. وهو ما أكدته المختصة النفسانية (ج سليمة) التي أكدت الظاهرة من خلال الحالات التي تطرح عليها في العيادة، بحيث تأتيها أمهات يشتكين من العنف الصادر من أطفالهم الصغار دون أن ننسى المراهقين أيضا كمرحلة خطيرة، وما يحتكون به على مستوى الشارع والمدرسة وحتى البيت له التأثير البالغ على نفسيتهم وسلوكياتهم وحتى مواقع الأنترنت وما تظهره من ألعاب عنيفة ومن دون أن ننسى الفضائيات التي تختص في أفلام العنف والفزع، كل تلك المعطيات أفرزت جيلا عنيفا وتظهر مظاهر العنف منذ السنوات الأولى، ومن الأمور الواجبة الابتعاد عنها بكل السبل، ووجب رقابة الطفل في كل خطواته وإبعاده عن كل مناظر ومظاهر العنف والدم وهو في مراحل تكوين شخصيته من أجل الحفاظ على اتزان سلوكياته وتنشئته تنشئة سليمة.