مازال القرار الأخير الذي اتخذته وزارة التجارة القاضي بإلغاء العمل بنظام الترخيص المسبق من السلطات المحلية من أجل تجارة الجملة بالخمر والاكتفاء بالسجل التجاري يثير استياء الجزائريين، وكذا حفيظة كثير من الأئمة الذين من المنتظر أن يخصص عدد منهم جزءا من دروس وخطب الجمعة القادمة للحديث عن الموضوع والرد على (تعليمة العار)، مطالبين بالعدول عن تيسير تجارة الخمور. حاولت (أخبار اليوم) جس نبض بعض الأئمة حيال الموضوع فاتصلت بالشيخ جلول حجيمي، الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة، الذي أكد لنا بدروه أن الشريعة الإسلامية تحرم بكل شكل من الأشكال الخمر والمتاجرة فيها بما أن الجزائر بلد مسلم ويعتبر الإسلام دين الدولة وهو ما تنص عليه المادة الثانية من الدستور الجزائري، لذلك وجب إعادة النظر في هذا القرار الذي من شأنه أن يؤدي بالبلاد والعباد إلى الهاوية، فإذا ما انتشرت تجارة الخمر بشكل كبير ستصبح في متناول الشباب الذي نسعى جاهدين لصدهم عن الانحراف، ومن شأن هذا القرار أن يدفعهم إليه. بالإضافة إلى هذا فقد ناشد الشيخ حجيمي كافة علماء الجزائر التدخل من أجل إيقاف هذا القرار الذي من شأنه أن يؤدي إلى هلاك المجتمع. من جهة أخرى، تواصلت (أخبار اليوم) مع الشيخ الأمين ناصري، إمام مسجد (الفتح) بالشرافة، الذي أكد لنا بدروه أن حكم الخمر التحريم مصداقا لقول الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم حينما لعن عشرة من المتتبعين لعملية إنتاجها بدءا من عاصرها إلى مستهلكها، أما عن المتاجرين فيها والذين يتخذونها كمورد رزق لهم فألح الشيخ على ضرورة تدخل السلطات العليا في البلاد من أجل الحد من منح تراخيص للمتاجرة في هذه المادة. فالخمر محرم في الكتاب والسُنّة، والدليل قول المولى عزّ وجلّ في محكم تنزيله: {إنما الخمر والميسر والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه}، وبما أن الإسلام دين الدولة لابد من إعادة النظر في هذا القرار الذي من شأنه أن يفتح الباب لتشيع الفاحشة في البلاد، هذا دون الحديث عن الظواهر المتفشية فيه، والتي تستدعي تضافر الجهود من أجل الحد منها.