* هذا هو الدور المنوط بالقطع الجديدة * عمدت الجزائر منذ بضع سنوات إلى تجديد ترسانتها العسكرية والتزود بالتكنولوجيا الحربية الجديدة للدفاع عن أمنها، حيث عقدت في الآونة الأخيرة مجموعة من الصفقات المدوية لتغيير وجهة بحريتها ورفع كفاءة قواتها البحرية، وفي هذا الصدد من المرتقب أن تصل سفينة الإنزال والدعم اللوجستي الجديدة قلعة بني عباس إلى ميناء الجزائر نهاية الأسبوع الجاري، وهي التي طلبتها وزارة الدفاع الوطني في جويلية 2011 من شركة فينكنتياري الإيطالية بموجب عقد تعدّت قيمته 400 مليون أورو. وكشفت مصادر موثوقة ل(أخبار اليوم) أن سفينة الإنزال والدعم اللوجستي الجديدة قلعة بني عباس يُنتظر أن تصل إلى ميناء الجزائر نهاية الأسبوع الجاري، بعدما تسلمتها القوات البحرية الجزائرية من شركة فينكنتياري الإيطالية في حوض موجيانو لبناء السفن في سبتمبر 2014، وهي التي طلبتها وزارة الدفاع الوطني في جويلية 2011، بموجب عقد تعدّت قيمته 400 مليون أورو. وبحسب ذات المصادر، فإن أهم ما تتميز به سفينة قلعة بني عباس هو سطحها الذي يستوعب ثلاثة زوارق صغيرة للإنزال البحري أو زورقاً كبيراً طوله 20 م. كذلك، تتسع السفينة ل15 دبابة قتال رئيسية أو 30 دبابة خفيفة أو ناقلات جند مدرعة. ويمكن حمل 5 مروحيات متوسطة الحجم في حظيرة السفينة. وعلى صعيد الأسلحة، سلحت السفينة ب 16 صاروخا مضاد للطيران من نوع Aster 15، ومدفع OTO Melara عيار 76 ملم موجه الكترونيا ومدفعين 25 ملم. وزودت السفينة برادار متطور ثلاثي الابعاد لتأمين المراقبة الجوية بعيدة المدى وتوجيه وإدارة النيران لصواريخ ايستر 15، بالإضافة إلى قاعدة لإطلاق صواريخ مضادة للطائرات ونظام التحكم بالقتال. صفقات مدوية عمدت الجزائر منذ بضعة سنوات إلى تجديد ترسانتها البحرية، حيث أبرمت عقوداً على السفن البحرية والغواصات مع شركات عالمية عدة كالصين وروسيا وألمانيا، حسبما أكدته نفس المصادر ل(أخبار اليوم). ففي أوت الماضي، أطلقت الشركة الصينية Hudong-Zhonghua لبناء السفن أول طراد C28A لصالح البحرية الجزائرية، قرب شنغهاي. وقد وقعت الجزائر عقداً مع الشركة الصينية لتزويدها ب 3 طرادات من هذا الطراز في مارس 2012 عقب طلبها فرقاطتين من نوعMeko A -200N من شركة ThyssenKrupp للأنظمة البحرية. ستتسلم البحرية الجزائرية الطرادات الصينية في منتصف عام 2015، بعد أن يتم تسليحها بسونار صيني ورادار الاستطلاع ورادار ملاحة. ويشمل تسليح طرادات C28A مدفعاً رئيسياً من طرازNORINCO و8 صواريخ مضادة للسفن C802 ومنصة إطلاق FM90N و8 صواريخ سطح جو بالإضافة إلى نظامي أسلحة CIWS من نوعType 730 في أعلى حظيرة المروحيات. وجاء إطلاق الكورفيت الصيني عقب طلب الجزائر في جوان الماضي غواصتي ديزل كهربائية من فئة Kilo من شركة Admiralty Shipyards الروسية. وسيتم تسليم الغواصتين بحلول عام 2018. وستنضم إلى الغواصات الأربعة الموجودة في الأسطول الجزائري مع إمكانية طلب غواصتين إضافيتين. وطلبت الجزائر من روسيا في وقت سابق طرادين من نوع TigerProject 20382 وهو النوع الأحدث في روسيا. وفي 12 جوان الماضي، سلمت شركة Navantia الإسبانية سفينة قلعة بن راشد للبحرية الجزائرية بعد أن قامت بصيانتها وتحديثها بموجب عقد صيانة هو الأكبر من نوعه بالنسبة للشركة إذ بلغت قيمته 75 مليون أورو. دور القطع الجديدة وحول التهديدات الأمنية المحدقة بالبحرية الجزائرية والأسباب التي تدفع الجزائر نحو عقد صفقات تسلح حديثة ضخمة، يقول الخبير العسكري أكرم خريف، مدير موقع أسرار الدفاع الإلكتروني الذي يُعنى بالشأن المغاربي والجزائري خاصة (إن البحرية الجزائرية لا تواجه ظروفا استثنائية حاليا وأن الصفقات المذكورة هي جزء من خطة تجديد شاملة مسّت جميع أركان الجيش الوطني الشعبي ومختلف قواته والتي تهدف إلى رفع مستواه العملياتي والتكويني وتكثيف حضوره). وأضاف الخبير في تصريحات سابقة أن الدور المنوط بالقطع الحديثة هو تعزيز أمن الخطوط التجارية جنوب المتوسط والذي يعتبر عمقا استراتيجيا للأمن الاقتصادي الوطني، كما أشار إلى أن اقتناء الجزائر سفينة الدعم والإنزال قد يهدف إلى تعزيز حضور البحرية الجزائرية في العمليات الدولية بقوة، كما أن قلعة بني عباس قد تلعب دورا مهما في مهام الإغاثة كقاعدة إنقاذ عائمة ذات استيعاب كبير خصوصا إذا علمنا ما عرفته مدن الشمال الجزائري من كوارث طبيعية على مدار العقود الماضية مثل زلزال الأصنام وزلزال عين تموشنت وبومرداس وفيضانات باب الوادي.