بقلم: محمد قروش تسديد الجزائر هذا الأسبوع 53 مليون دولار كمستحقات دعم موازنة فلسطين ومساهماتها الكبيرة في دعم صناديق فلسطين والأقصى دلالة كبيرة على وقوفها الدائم مع الشعب الفلسطيني والمساهمة في فك الخناق عنه بكل ما تستطيع ماديا وسياسيا ودبلوماسيا. الحقيقة أن الجزائر هي الدولة الوحيدة في العالم العربي التي لا تتأخر أبدا في الوفاء بالتزاماتها اتجاه الشعب الفلسطيني بالأفعال والأقوال، عكس كثير من الدول التي تتماطل حتى في دفع بعض الأقساط المقررة تحت مبررات عديدة، يضاف إلى ذلك هبة الجزائريين في كل مناسبة شعبا وحكومة من أجل الوقوف إلى جنب فلسطين، خاصة عندما تتعرض للاعتداءات الإجرامية من قبل الكيان الصهيوني مثلما حدث في غزة مؤخرا عندما أرسلت قوافل إنسانية كبيرة لمساندة ضحايا الغارات الصهيونية ماديا ومعنويا. ورغم أن هذه المساعدات المادية والمالية لم تعد تكفي لرفع الغبن عن الشعب الفلسطيني، إلا أن الجزائر التي أعلن قيام الدولة الفلسطينية على أراضيها لا تدخر جهدا من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية في كل المناسبات وفي كل المحافل الدولية من أجل إبراز حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم واستعادة أرضهم المغتصبة وإطلاق أسراهم ورجوع مشرديهم، وهو الأمر الذي أصبح يزعج الكيان الصهيوني وكثيرا من الدول حتى العربية منها. فالمواقف الجزائرية ظلت ثابتة منذ استقلال الجزائر إلى اليوم عكس كثير من الدول العربية التي تراجعت مواقفها في دعم القضية الفلسطينية مع تغير كثير من المفاهيم والمصالح والخرائط في العالم العربي، وهو ما أدى إلى تراجع زخم المساندة والمدافعة، بل إن بعض الدول مثل مصر أصبحت تعادي كثيرا من الفصائل المقاومة للكيان الصهيوني التي كانت تدافع عن شرف الأمة العربية، وكذا التطبيع والتعاون الذي تمارسه كثير من الدول العربية مع إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر، إضافة إلى ما أحدثه الربيع العربي من انشقاقات داخل الدول العربية ذاتها، مما أضعف الوضع الفلسطيني وجعله في آخر اهتمامات كثير من الدول العربية. فإذا كان الكثيرون يعولون فيما مضى على الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للدفاع عن فلسطين فإن هذه المنظمات العربية أصبحت هي الأخرى تخضع لحسابات كثير من الدول الأعضاء ومواقفها القريبة من الرؤية الأمريكية والإسرائيلية وأطروحاتهما بفعل الضغوط الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية التي يمارسها الغرب على هذه الدول. وتبقى الجزائر مرة أخرى هي البلد الوحيد الذي ما يزال ثابتا في مواقفه مع فلسطين ظالمة أو مظلومة.