يشهد مخيم اليرموك، الواقع جنوب مدينة دمشق، والذي يعتبر أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، اشتباكات متواصلة بعدما تمكنت قوات تنظيم (الدولة الإسلامية داعش) من السيطرة على نقاط عدّة جنوب وجنوب غرب المخيم الذي يرزح تحت حصار مشترك خانق تفرضه قوات النظام السوري واللجان الشعبية التابعة ل (الجبهة الشعبية القيادة العامة). تمكن (داعش) من التقدم في المخيم بعد اشتباكات عنيفة مع قوات (أكناف بيت المقدس)، الفصيل الفلسطيني المسلح المعارض للنظام السوري، والذي يسيطر على معظم مخيم اليرموك. وأكد الناشط الإعلامي عبد الرحمن الخطيب أن الاشتباكات ما زالت مستمرة في المخيم، في الوقت الذي تحتفظ فيه كتائب (أكناف بيت المقدس) بالسيطرة على القسم الشمالي من المخيم في مقابل سيطرة قوات (داعش) على حيي العروبة والتقدّم وأجزاء من شارع الثلاثين، جنوب المخيم. وكانت قوات (داعش) قد دخلت مخيم اليرموك صباح الأربعاء الماضي بعدما تسلّلت من مناطق سيطرتها في حي الحجر الأسود، الملاصق للمخيم، كي تهاجم النقاط التي تنتشر فيها قوات (أكناف بيت المقدس)، في الوقت الذي التزمت فيه (كتائب أحرار الشام) الموجودة في المنطقة الحياد وسط اتهام ناشطين محليين تنظيم (القاعدة في بلاد الشام)، (جبهة النصرة)، بتسهيل دخول عناصر (داعش) إلى مخيم اليرموك. وتصاعدت الاشتباكات في مخيم اليرموك في ظل تحضير (جيش الإسلام) و(جيش الأبابيل) وحركة (شام الرسول)، وهي أكبر فصائل المعارضة جنوبدمشق، قواتها للدخول في المعركة ضد (داعش) إلى جانب قوات (أكناف بيت المقدس). وأوضح الناشط مطر إسماعيل، وهو عضو تجمع ربيع الثورة في جنوبدمشق، أن فصائل المعارضة تجهّز قواتها لعمل عسكري كبير ضد (داعش) ينطلق من المناطق التي تسيطر عليها في أحياء ببيلا ويلدا وبيت سحم، فيما يتمركز (داعش) في حي الحجر الأسود وأحياء مخيم اليرموك الجنوبية. لكن عدم وضوح موقف (جبهة النصرة) واتهامها بالوقوف إلى جانب (داعش) ما زال يؤخر تدخل قوات المعارضة ضد (داعش). وأكد إسماعيل أن المشكلة الأبرز هي في دخول (جيش الإسلام) في قتال مع (جبهة النصرة)، ذلك أن (جيش الإسلام) لم يحسم موقفه بعد بانتظار أن تعلن (النصرة) بشكل علني رفضها لتدخل فصائل المعارضة إلى جانب (أكناف بيت المقدس)، ما يعني وقوف (النصرة) علنيا مع (داعش).