هدد سكان حي النسيم الواقع على مستوى بلدية بوزريعة بالاحتجاج وقطع الطريق الرئيسي تنديدا بالأمراض المزمنة التي انجرت عن مصنع الآجر الذي بات يهدد الصحة العمومية والمطالبة بتغيير مكان نشاطه إلى وجهة أخرى، معربين عن سخطهم الشديد جراء ما يواجهونه من خطر على وضعهم الصحي، مطالبين بالتدخل الفوري للسلطات المعنية لاحتواء المشكل قبل فوات الأوان. مليكة حراث تتواصل معاناة سكان حي النسيم ببلدية بوزريعة بالعاصمة متواصلة بسبب الإزعاج الذي أصبح بمثابة شبح أسود يلازمهم، فضلا عن انتشار عدة أمراض أوساط بعض العائلات خصوصا الأطفال نتيجة الغبار وروائح المادة الأولية التي تسد الأنفاس والتي باتت لا تحتمل حسب شهادات هؤلاء السكان جراء مصنع الآجر المحاذي لبناياتهم والذي حرمهم الهدوء والسكينة منذ سنوات طويلة، وبالرغم من إطلاق نداءات الاستغاثة للسلطات المعنية إلا أنها لم تعرف أي تدخل للحد من هذه المشكلة التي لازمتهم لمدة طويلة لاسيما وأنه أضحى خلالها نقطة استقطاب للزبائن من مختلف المناطق. وقد أكد بعض السكان ل(أخبار اليوم) أن الوضع بحيهم بات هاجسا يؤرق راحتهم بل اعتبرها البعض الآخر كارثة حقيقية وجملة من المشاكل التي صارت تواجههم بسبب هذا المصنع الذي أضحى مصدر إزعاج دائم لهم خاصة بعد تطوره، حيث تدخل الحي يوميا أزيد من 100 شاحنة لتعبئة آجر بلدية بوزريعة الذي يتميز بجودة ونوعية عالية نظرا لاتباعه طريقة أجنبية في صنعه. رغم أن المصنع يعتبر نعمة تسترزق منها آلاف العائلات إلا أن النعمة تحوّلت مع مرور الوقت إلى نقمة وعادت بالسلب على سكان حي العمارة باعتبار أن الشاحنات التي تقصدها تأتي في ساعات متأخرة من الليل أي مابين 2 و6 صباحا التي تتسبب وككل يوم في إزعاجهم وحرمانهم من النوم هو الأمر الذي انعكس سلبا عليهم، والمتضرر الأكبر من هذا الوضع هم موظفو الحي الذين أعلنوا غضبهم إزاء الوضع الذي بات السبب المباشر في المشاكل التي تواجههم منها عدم التركيز في عملهم بسبب قلة النوم، نفس المعاناة يواجهها مرضى الحي خاصة أثناء فترة الليل حيث تتعالى أصواتهم ويزداد صخبهم الذي حرمهم من الراحة. وما زاد الوضع تأزما حسب هؤلاء هو ارتفاع حالات إصابات بمرض الربو والحساسية المسجلة على مستوى الحي تستدعي التدخل الفوري والعاجل من قبل الجهات المختصة خاصة وأن المؤشر مرجح للارتفاع أكثر إن لم يستعجل في تحويل نشاط هذا المصنع بسبب روائح المادة الأولية التي تتواصل حد حدود الحي ورغم محاولاتهم المتكررة للتغلب على الوضع إلا أنها باءت بالفشل أمام تفاقم الظاهرة التي يصعب احتواءها، ولم ينحصر الوضع في هذا الحي فقط بل تطور حيث وصل تأثيرها حد تجار المقاهي الذين أعربوا عن استيائهم الشديد من الوضعية التي آلت إليها محلاتهم بسبب الغبار المتطاير فوق الزبائن الأمر الذي أثار السكان، ورغم هذا فإنهم لم يسجلوا أي تدخل للمسؤولين الذين حسب السكان كان الأمر لا يعنيهم ولا تهمهم راحة أو صحة المواطنين ضاربين صرخات هؤلاء السكان عرض الحائط. كما أضاف هؤلاء السكان أنه أيضا بغض النظر على الإزعاج هناك مشكل يضاف إلى قائمة المشاكل الأخرى وهو مشكل الممهلات التي تآكلت رغم أنها أنجزت حديثا، غير أنها ما لبثت أن تدهورت بسبب تلك الشاحنات المارة بالطريق، حيث تلاشت ولم تترك أثرا لها الأمر الذي بات خطرا ينذر بكوارث وحوادث مريعة حيث أبدوا محدثونا تخوفهم الكبير على أطفالهم المارين بالمكان. وأمام هذه الوضعية الكارثية والتي تنبئ بحصد أرواح جراء انتشار أمراض مزمنة باتت تفتك بسكان الحي المذكور وعبر صفحاتنا يناشد هؤلاء بالتدخل السريع للسلطات العليا والمحلية انتشالهم من الخطر المحدق بهم خصوصا بأبنائهم الرضع والأطفال الاكثر تضررا والمعرضون للموت والاختناقات وعليه يطالبون بتحويل نشاط هذا المصنع إلى منطقة أخرى بعيدة عن السكان لتفادي كارثة إنسانية.