كثر الإقبال على المضادات الحيوية في الآونة الاخيرة، بحيث بات المواطن يقتنيها حتى من غير وصفات بعد أن دأب على استعمالها كمسكنات لمختلف الآلام كآلام المفاصل والرأس والزكام والسعال وغيرها من الأعراض، ولم تسلم حتى فئة الأطفال من استعمالها على الرغم من التوصيات الهامة التي يقدمها المختصون بضرورة الابتعاد عن ذلك لاسيما بالنسبة للأطفال سريعي التأثر. خ. نسيمة / ق. م يجمع خبراء الصحة والأطباء على أن الاستعمال الواسع لتلك المضادات من الممكن جدا أن ينقلب بالسلب على الشخص المريض، بحيث تنجم عنها بكتيريا مقاومة في الجسم وهي في أصلها مرض يقاوم الأدوية في الجسم، وهنا دق المختصون ناقوس الخطر بعد أن تحوّل المشكل إلى مشكل عالمي يهدد البشرية وهو مشكل المضادات الحيوية التي تعرف عشوائية في وصفها واستخدامها بما يفرز سلبيات على الصحة العامة وأضحت مصدر قلق للمختصين. وفي نفس السياق دعا أطباء أخصائيون ومختصون في علم الأحياء الدقيقة مؤخرا بوهران إلى تكوين معمق أكثر للأطباء لتفادي الوصف المفرط للمضادات الحيوية، ويعد هذا التكوين للأطباء ضروري للتحكم في الوصف المفرط للمضادات الحيوية المؤدي إلى مقاومة أكثر لهذه الأدوية حسبما أشير إليه خلال يوم دراسي حول استخدام المضادات الحيوية والمنظم من طرف لجنة المضادات الحيوية للمؤسسة الاستشفائية الجامعية 1 نوفمبر 1954 لوهران. وأبرزت الصيدلية لاغواطي نادية التي تعمل بالصيدلية المركزية لذات المؤسسة الاستشفائية أن استهلاك المضادات الحيوية (مبالغ فيه في مصالح هذه المؤسسة مثل مصلحة أمراض النساء). وذكرت الدكتورة دالي يحيى راضية من مصلحة علم الجراثيم بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية لوهران في مداخلتها أن مستخدمي المستشفى (ليسوا مهتمين بشكل كافٍ بمسألة الوصف المفرط للمضادات الحيوية)، مؤكدة أنه (بعد البكتيريا المقاومة نحن الآن نواجه البكتيريا المتعددة المقاومة وحتى أشد مقاومة مما يستدعى وعي سريع من طرف مستخدمي الصحة). وقد تزايد ظهور وانتشار الجراثيم المسببة للأمراض المقاومة للأدوية. (وقد أصبحت أدوية أساسية غير فعالة مما يطرح مشكلة للصحة العمومية بل وحتى مصدر قلق عالمي) وفق نفس المتدخلة في اللقاء. واعتبرت بأنه (من الضروري وضع تدابير لتشجيع الاستخدام المناسب والعقلاني اقتصاديا لهذه الأدوية ومن ثمة تقليص تكلفة الصحة العممومية)، مشيرة إلى العديد من العوامل المساهمة في هذه المقاومة منها غياب وسائل التشخيص والنقص في بعض الأدوية وعدم احترام تدابير النظافة في المستشفيات. وفي هذا الصدد أعلن المدير العام للمؤسسة الاستشفائية الجامعية لوهران محمد منصوري عن إنشاء مصلحة للتنظيف الحيوي لتجنب خطر الإصابة بالأمراض المنتشرة في المستشفيات، مبرزا العمل الذي أنجزه طاقمه في هذا الإطار. وبعدما كانت موكلة لعاملات النظافة فقد أصبحت هذه المهمة منوطة بهذه المصلحة التي أنشئت حديثا وتتوفر على وسائل ومواد فعالة وفق نفس المسؤول. ومع ذلك كما قال يبقى عمل المزيد فيما يخص تحسيس المستخدمين، وهو عمل يقع على عاتق رؤساء المصالح حيث (هم المسؤولون الوحيدون عن الاحترام الصارم لقواعد النظافة على مستوى مصالحهم) كما أضاف ذات السيد منصوري.