أسباب دفعتهم إلى العمل خارج اختصاصاتهم ما تزال مشكلة التوظيف لخريجي الجامعات الجزائرية بمختلف التخصصات من أكبر المشاكل التي يعيشها الطالب الجامعي بعد التخرج، حيث لا توجد حلول جادة لوقف ازدياد عدد البطالين ومن المؤسف أن يتم وضع وتحديد شروط وضوابط بناء على قناعات المؤسسة المستخدمة، فتضع شروطا تعجيزية تصل بعضها إلى اشتراط الحصول على ماجستير في تخصص ما، وبخبرة لا تقل عن 5 سنوات. الكثير من الشباب لاسيما المتخرجين من الجامعات نجدهم يعملون في وظائف لا تناسب إمكانياتهم الدراسية. من هذا المنطلق قمنا برصد شهادات حية لخريجي الجامعات بكفاءات متفاوتة غير أ الحظ لم يكن حليفهم للحصول على منصب عمل لائق، البداية كانت مع ياسين الذي أوضح أنه تخرّج العام الماضي، ولكنه لم يحصل على وظيفة على الرغم من أن تخصصه نادر ودرجاته العلمية جيدة، مبينا أنه اصطدم بالواقع حينما وقف على غالبية إعلانات الوظائف المنشورة والمعلن عنها، إذ وجد أن معظم الشروط تحول بينه وبين الوصول إليها كونها حصرت على قلة معينة. وقال (من المفترض أن تعمل هذه الشركات قبل وضع إعلانات الوظائف لديها بمسح على غالبية المتقدمين على هذه الوظائف للنظر إلى مؤهلات المتقدمين وكذلك سنوات الخبرة لديهم؛ لكي تتوافق هذه الشروط مع الغالبية من المتقدمين إلى هذه الوظائف)، أما سمير فأكد على ضرورة بحث أسباب وضع هذه الشروط التعجيزية أمام الخريجين من الكفاءات، داعيا إلى وضع شروط تناسب الغالبية من المتقدمين إلى هذه الوظائف من الشباب، منوها بأهمية بحث (وزارة العمل) عن مسببات وضع تلك الشركات لتلك الشروط التي لا تناسب أعدادا كبيرة من المتقدمين على الوظائف، ذاكرا أن من شأن ذلك أن يحقق الحد المقبول من الجودة للشركات في اختيار موظفيها، إلى جانب تساوي الفرص بين الباحثين عن فرص عمل. وذكر أنه بحث عن وظائف في شركات ومؤسسات عديدة، إلا أن حاجز الشروط التعجيزية يقف أمامه بالمرصاد، مبينا أنه لم يجد وظيفة تناسب مستواه العلمي، وإن وجد فإن الشروط الموضوعة لتلك الوظيفة تكون تعجيزية أمام باحث عن عمل لا يوجد لديه سنوات من الخبرة وهو حديث التخرج من الجامعة. وبالنسبة للطيفة تخرجت من إحدى الجامعات قبل أكثر من 15 عاما بتخصص تاريخ، تقول ومازلت أنتظر أن يظهر اسمي في قائمة المقبولين في الوظائف التعليمية، مشيرة إلى أنها شارفت على الوصول إلى سن التقاعد ومازالت تنتظر الوظيفة، حتى أنها سجلت في الوظائف التي يتم تعيينها في مناطق بعيدة، إلا أنه لم يتم قبولها، مضيفة (رضينا بالهم والهم ما رضى بينا)، ذاكرة أنها الابنه الكبرى لوالدتها وقد توفي والدها قبل سنوات مخلفا وراءه أسرة تتكون من خمسة أفراد، وقد عاشت في وضع سيء، حتى أنها التحقت بوظائف متنوعة دون مستواها لتحسين وضعها المادي، فعملت طاهية طعام، ومساعدة في التنظيف في مختلف مناسبات الأفراح.