تعيش كلّية العلوم السياسية منذ مدّة حالة غليان في أوساط طلبة الماجستير النّظام الكلاسيكي، والذين عجزوا عن المشاركة في مسابقات التوظيف التي تعلن عنها مختلف الجامعة الوطنية بسبب قائمة الشروط التعجيزية التي وضعتها الإدارة، والتي أوصدت في وجهوهم جميع فرص الالتحاق بمنصب أستاذ مساعد كما جرت عليه العادة في السنوات القائمة· وتضمّنت قائمة شروط الالتحاق بمسابقة التوظيف حسب عدد من الطلبة الذين التقت بهم أخبار اليوم جملة من العراقيل، من بينها أن تتوفّر في المرشّح لمسابقة التوظيف الذي تحصّل على شهادة الماجستير مؤخّرا خبرة عمل ميداني في مجال تخصّصه لا تقلّ عن 03 سنوات، وأن يكون سبق وأن ساهم بنشر مقالات سياسية في الجرائد الوطنية، إلى جانب عدم رسوبه في أيّ مادة خلال سنوات دراسة الماجستير ونسخة من شهادة التسجيل في مسابقة الدكتوراه مع نسخة لقَبول مشروع بحث، فضلا على أن جميع المواد المقترح تدريسها مواد جديدة تمّ استحداثها مع نظام أل أم دي الجديد، بالإضافة إلى اشتراط تسوية وضعية الطلبة الذكور اتجاه الخدمة الوطنية· وهو الوضع الذي وصفه الطلبة بالكارثي، حيث لم تراع الإدارة ظروف الطلبة وحاولت بهذه الطريقة تكبيلهم حتى تعود المناصب إلى معارفهم· كما تختلف قائمة الشروط من جامعة إلى أخرى، ففي الوقت الذي ألزمت فيه جامعة البليدة بأن تتوفّر هذه الشروط في الطلبة، خاصّة شرط المساهمة بمقالات في الجرائد، فإن جامعة الجزائر استحسنت أن تتوفّر الشروط ولم ترد لفظ الوجوب أو الإلزام، غير أن الأمر لم يخفّف من وطأة معاناة الطلبة نظرا للعدد الكبير من الطلبة المرشّحين الذين جاءوا من مختلف ولايات الوطن، ما يقلّل من فرص الحصول على وظيفة· وفي هذا الصدد، صرّحت الطالبة م· سامية بأنها تحصّلت على شهادة الماجستير منذ سنتين وقدّمت مشروع تخرّج تحصّل على علامة جيّدة ومعدّلاتها تشهد لها بتفوّقها، غير أنها لم تفلح في الحصول على وظيفة، وقد أقدمت على مسابقة توظيف الأساتذة المساعدين في كلّ من جامعة البليدةوالجزائر غير أن الحظّ لم يسعفها بسبب سياسة المحاباة (المعرفة)· وما زاد الطين بلّة هو عدم سعي الإدارة إلى إدماج طلبة النّظام الكلاسيكي مع نظام أل أم دي، فحسب المؤطّرين فإن الشهادة الكلاسيكية أصبح غير معمول بها، وهو الحلّ الوحيد الذي من شأنه القضاء على هذا الإشكال· والجدير بالذّكر أن مشكلة طلبة النّظام القديم تزداد حدّة، خاصّة وأن السنة الجامعية 2010 - 2011 هي آخر سنة لمسابقة الماجستير، ما فتح الباب أمام جملة من الصراعات، خاصّة وأن الجامعات وضعت شروطا تعجيزية للالتحاق بالمسابقة لتخفيف ضغط التسجيلات، كإقصاء الطلبة الذين اجتازوا الدورات الاستدراكية خلال سنوات الدراسة الأربع·