يشهد إقبالا كبيرا من طرف المواطنين شاي "تيميمون" يغزو محلات العاصمة بعد أن كان شرب الشاي الأخضر أو الشاي (التيميموني) حكراعلى سكان الصحراء فقط وكان رمزا من رموز الصحراويين إذ يستحيل عند ناس الصحراء أن يعقد مجلس دون إعداد الشاي أو مايسمى ب(اتاي) وحول صينية الشاي يتم تداول الأخبار ومناقشة أمور الحياة عامة، ونلاحظ الإقبال الكبير على شرب الشاي وانتشار الظاهرة في كافة ربوع الوطن الجزائري من العاصمة إلى المدن الداخلية. إذ لا تخلو الأحياء والساحات العامة من محلات الشاي (التيميموني) وقاعات الشاي التي تعرف إقبالا كبيرا وملفتا للانتباه في هذه الآونة الأخيرة من قبل المواطنين الكبار منهم والصغار، الشبان والشابات، العامل منهم والبطال. وما هو ملاحظ ومعروف أن أصحاب هذه المحلات من أصل صحراوي وهم (أبناء الشاي) كما يقال وهذا الأخير يسري في عروقهم ولا يعتبرونه فقط تجارة أو مكسبا لجني المال بل هو بالنسبة لهم هوية يعتزون بها ويفخرون بنشرها ونقلها في كافة أرجاء الوطن كما قال لنا أحد أصحاب محلات الشاي في باب الزوار. حضور الشاي (التيميموني) ليس محصورا فقط في الأسواق والمحلات التجارية وقاعات الشاي بل تعدت ذلك وأصبح الشاي التيميموني ينافس القهوة في المقاهي ويكون الطلب عليه أكثر من القهوة بحد ذاتها. يتنوع تقديم الشاي وتختلف طريقة إعداده إذ نجد الشاي الحلو والمر ومتوسط الحلاوة، شاي بالنعناع، شاي بالعسل، شاي بالليمون وهذا حسب طلب الزبون ورغبته، ويرافق تقديم الشاي أنواع كثيرة من المكسرات مثل الكاوكاو، اللوز، الكاجو، الفستق، والحلويات مثل قلب اللوز، البقلاوة، الشامية، الزلابية وغيرها من الحلويات المعسلة. اقتربنا من أحد زبائن الشاي التيميموني محاولين معرفة سر هذا الإقبال الكبير فكانت الآراء مختلفة ومتنوعة، كريم قال (إن شرب الشاي أصبح عادة تلازمه كل ليلة ولا يستطيع إمضاء السهرة بدون شرب الشاي وتناول المكسرات). فريد رد قائلا (إن شرب الشاي لازمه منذ دخول هذا الأخير المحلات العاصمية وما شده إليه تلك النسمة والرائحة العطرة المنبعثة منه). وشرب الشاي ليس حكرا فقط على الرجال بل يعرف إقبالا كبيرا من طرف النساء، التقينا ب (ريمة) زبونة دائمة على أحد محلات الشاي وسألناها عن سبب إقبالها الدائم على الشاي فردت أنها ليست من محبي القهوة ووجدت في الشاي التيميموني البديل الأفضل، ووصفت نفسها بالمدمنة على (الاتاي) كما تسميه إذ لا تستطيع إمضاء يومها بدون شرب كأس أو اثنين سواء كانت في العمل أو بالبيت، في الصباح أو في السهرة. ونحن على مشارف استقبال شهر رمضان المعظم، تستعد القاعات والمحلات للسهرات الرمضانية وتكثف من تحضيراتها التي سوف لن تخلو من ترؤس الشاي الصحراوي لجميع القعدات والسهرات، خاصة أن رمضان سيكون في فصل الصيف والسهرات ستكون طويلة وساخنة، وكما يقول الناس بالعامية (بلا اتاي ما تحلاش اللمة).