انتشرت مؤخرا عبر العاصمة وضواحيها محلات اختصت في عرض الحلويات الشرقية كالزلابية بكل أنواعها واقتسمت واجهات تلك المحلات الحلويات التقليدية الجزائرية التي تنافس دوما تلك الحلويات الشرقية على غرار المقروط المعسل والسيقار والصامصة دون أن ننسى قلب اللوز سيد المائدة الرمضانية في الجزائر، واستقطبت تلك المحلات زبائن في وقت قصير الذين أدمنوا على تلك الحلويات المعروضة والتي زادتها أكواب الشاي بالنعناع نكهة لا تضاهيها نكهة· ولم يعد يتردد على تلك المحلات الرجال فقط، بل النسوة كذلك يعقدن زيارات إلى تلك المحلات من أجل تذوق ما تنتجه أنامل هؤلاء الرجال الذين تخصصوا في عرض مختلف الحلويات المعسلة دون أن ننسى الإسفنج أو الخفاف كما يطلق عليه في الجزائر، وتزامنا مع فصل الخريف وطقسه البارد عرفت تلك المحلات إقبالا كبيرا من طرف المواطنين من الجنسين من أجل ارتشاف الشاي الساخن مع نوع من تلك الحلويات التي أسالت لعاب الكثيرين لإبعاد قشعريرة البرد· في هذا الصدد، قمنا بجولة عبر تلك المحلات التي انتشرت في كل بقعة من العاصمة على غرار ساحة أول ماي وساحة الشهداء وبئر توتة، فجذبنا ذلك الإقبال الهائل على المحلات التي تعرض الحلويات الشرقية ووقفنا على الجو الدافئ بتلك المحلات والجلسات الحميمة التي تشبه بكثير تلك المنعقدة في البيت لاسيما مع الجو البارد الذي ميز الأيام الماضية· ببئر توتة بالعاصمة ولجنا أحد تلك المحلات التي كانت تعج بالزبائن مع ذلك اليوم الممطر، وكان العاملون الثلاثة في ذلك اليوم بالكاد يلبون رغبات الزبائن الذين توافدوا بأعداد هائلة، فواحد يطلب مقروط المعسل والآخر السيقار وثالث الإسفنج، وبالتأكيد كانت ترفق تلك الحلويات بفناجين الشاي المزدانة بوريقات النعناع التي زادت من طيبتها· اقتربنا من بعض الزبائن على مستوى ذات المحل لرصد آرائهم ودوافع إقبالهم على تلك المحلات التي صارت تلبي رغبات وأذواق الجميع من حيث الحلويات الشرقية وكذا التقليدية الجزائرية، قال أحد المواطنين الذي كان يرتشف شربات الشاي مع حلوى السيقار أن تلك المحلات نالت رضاه وصار يتردد عليها بين الفينة والأخرى لاسيما في فصل الشتاء خاصة وأن منها من يمدد تقديم خدماته إلى الفترات الليلية أين تخلق أجواء حميمة مع الأصدقاء على مستوى تلك المحلات وما جلب الكل هو الخدمة السريعة التي توفرها تلك المحلات في تقديم تلك الحلويات الساخنة مع أقداح الشاي الملتهب وطيب النعناع مما يذهب الشعور بالبرد ويريح الأعصاب بعد ساعات كثيرة وعصيبة من العمل· أما سيدة أخرى التقيناها هناك فقالت أن تلك المحلات باتت تعجز النسوة على القيام بتحضير بعض الكيفيات بعد أن باتت توفر كل شيء، وفي السابق كانت تقتصر على عرض الزلابية وقلب اللوز أما اليوم فأضحت تنافسها حلويات جزائرية تقليدية محضة، وصارت ترفق بالشاي الساخن الملائم جدا مع ذوق تلك الحلويات المعسلة لتضيف أنها بين وقت وآخر تدخل إلى تلك المحلات إما من أجل جلب كمية من الحلويات أو ارتشاف الشاي المرفق بنوع من أنواع الحلويات المعروضة التي تجذبك إلى تذوقها من دون أن تشعر خاصة مع بريق العسل الذي زاد شكلها رونقا· هي إذن بعض الخدمات التي صارت تختص فيها المحلات الجزائرية والتي أضحت توفر كل شيء يشتاق إليه المرء من حيث الأكل فما عليه إلا دفع المال من أجل تذوق ما تشتهيه نفسه في الحين·