جمعيات خيرية تطلق حملات تحسيسية لتوعية الشباب تترأسه عبارات سبّ وشتم الأمهات تفشت ظاهرة الكلام الفاحش في أوساط المجتمع الجزائري بحيث تزايدت في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للانتباه لا سيما بين الشباب ولكن الأخطر من ذلك أننا أصبحنا نرى أطفالا صغار يتلفظون بكلام فاحش في الشوارع وحتى أمام أسرهم، وصارت بمرور الوقت، بالنسبة للعديد منهم، تمثل جوهر حديثهم اليومي، فمن غير المستحيل أن نمر بجماعة ما من الشباب والمراهقين دون ان نجد حواراتهم تخلو من هذا الكلام الفاحش، غير أن الملفت للانتباه أكثر، أن الكلمات تعدت المعقول وأصبحنا نرى ظاهرة سب وشتم الأمهات أمر عادي في مجتمع مسلم لطالما قدّس مكانة الأم. حسيبة موزاوي
إن تفشي مثل هذه الظاهرة يؤدي في الحقيقة إلى خلق اهتزاز خطير في البناء الاجتماعي مادامت الأسرة هي الخلية الأولى التي تشكو من مثل هذه الظاهرة المنتشرة بين الأولاد أي الكلام الفاحش والسب المستمر بين بعضهم البعض وهذا راجع إلى عدة عوامل منها تراجع قيّم التماسك العائلي وتدني القيم الأخلاقية دون أن ننسى الوازع الديني والغياب عن التوجيهات الشرعية فيما يخص مسألة الاحترام بين الشباب، زيادة إلى عدم وجود مؤسسات قوية كالأسرة والمدرسة وكذا المساجد وحتى المؤسسات الإعلامية للقيام بواجب التربية السليمة على أسس دينية بحتة، بالإضافة إلى عدم وجود عقوبات صارمة من طرف الأولياء ضد أولادهم، أو انعدام القدرة على معاقبتهم وتأنيبهم. الكلام البذيء يخدش حياء العائلات من هذا المنطلق نزلت (أخبار اليوم) الى الشارع الجزائري لرصد بعض المواقف لمواطنين تعرضوا الى السب والشتم والكلام الفاحش فكانت البداية مع سامية البالغة من العمر 26 سنة التي قالت (في الكثير من المرات يحدث الامر معي ففي المرة الاخيرة كنت في حافلة وإذ بجماعة من الأطفال يصعدون ويحدثون فوضى عارمة من خلال أصواتهم العالية والألفاظ السوقية التي كانوا يتفوهون بها وقد تمادى أحدهم في تصرفاته وتلفظ بألفاظ بذيئة غير مبال بشعور الموجودين في الحافلة، وعندما تدخل احد الركاب طالبا منه السكوت واحترام الغير لم يأبه لكلامه وازداد قبحه وتمادى أكثر لدرجة انه هدد الرجل وتوعده بالقتل فور نزوله، وأضافت أن الرجل هو الذي سكت أمام التهديدات وتركه يواصل شغبه وتصرفاته الطائشة. ويقول رفيق 37 سنة أب لخمسة أبناء كنت في حديقة التسلية بيروت أنا وعائلتي إذ بمجموعة من الشباب تمر أمامنا تتبادل عبارات السب والشتائم والكلام البذيء دون أدنى اهتمام للعائلات التي كانت رفقة أبنائها هناك والمؤسف في الأمر أن لا احترام بين هؤلاء والكلام الفاحش الذي كان يتردد يقول جعلني أخفي وجهي من بناتي وأولادي الصغار فكنت خجولا بدلا منهم، ويضيف في الماضي أن من يتفوه بالكلام الفاحش أمام مسامع الناس يعد قليل الأصل وعديم الأخلاق اما اليوم الظاهرة باتت عامة. حملات توعوية للحد من الآفة الخطيرة وعلى هذا الأساس قامت العديد من الجمعيات المتكونة من شباب مثقف يعي خطورة الظاهرة بمختلف ربوع الوطن بإطلاق حملات توعوية وتحسيسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعارات مختلفة (لا لسب الله تعالى) (لا لشتم الأمهات) (لا للكلام الفاحش) (لا تنطقها) وغيرها من الشعارات التي تهدف الى الحد من هذه الآفة. وحسب ما أكده سفيان أحد المشاركين فإن هذه الحملة التي تأتي في سياق مواصلة الحملة الخاصة بمكافحة الكلام الفاحش والتحسيس بأخطاره التي بدأت بتنظيم خرجات ميدانية منذ مدة للمؤسسات التربوية للتحسيس بشأن هذه الظاهرة التي صارت وللأسف تميز مختلف ربوع الوطن وخاصة العاصمة بعد أن صارت تحتل الريادة في التلفظ بالكلام الفاحش والساقط أمام الملأ ودون حياء وهو ما جعل من الصعب إن لم نقل من المستحيل أن يسير الفرد جنبا إلى جنب مع زوجته أو الولد مع والده أو الأخ مع أخيه أو أخته في وسط المدينة. سب وشتم الأمهات من الكبائر كما قال المتحدث (أصبحنا نسمع شتم الأمهات والاخوات في كل مكان بسبب أو من دون سبب، عند الشجار، في الملاعب، في الطريق العام، بين السائقين وحتى مزاحا، أنا شخصيا سمعت شخصا يسب أم صاحبه مزاحا، أظن أنه حان الوقت لنضع حدا لهذه الظاهرة التي لا تشرفنا، لا أحد منا يحب أن تسب أمه فلما يسب أمهات الأخرين والنبي {صلى الله عليه وسلم} يقول {لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه} بل أكثر من ذلك لقد حذرنا النبي {صلى الله عليه وسلم} من هذا الأمر وجعله من أكبر الكبائر فقال {إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه، قال يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه}. موضحا أن العديد من هؤلاء الشباب يحتجون عند اقترافهم لهذا الأمر بالغضب وانهم يطلقون الكلام دون وعي منهم، ليسأل (بما أنك كنت غاضبا فاقدا لوعيك لماذا لم تسب نفسك أو تسب أمك أم أن فقدك لوعيك أرشدك فقط لأم غيرك)؟ إن ظاهرة السب والشتم العلني في الأماكن العامة بات يبدوا انه أمرا عاديا، إلا أنه في الحقيقة أمر خطير لا ينبغي التساهل معه أبدا، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن على تلك الصفات التي نهانا عنها وحثّ على افضل الأخلاق لا على قبح القول والفعل، وشر الناس منزلة عند الله من أتى ذلك وقال {صلى الله عليه وسلم} (إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذيء).