انطلقت بالمدية تظاهرة الرقام والتي ستدوم إلى غاية نهاية شهر جويلية القادم، وهذا بالمتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية بدار الأمير عبد القادر سابقا، بحضور أساتذة جامعيين وممثلي متاحف الباردو- تيبازة والبحرية، وبمشاركة مديرية الثقافة بعاصمة التيطري المدية، وشخصيات لها صلة بالتراث على غرار الفنانة فاطمة زرهوني وجمعيتي العيساوة والأيادي الذهبية، وأحد راقمي منطقة آفلو بولاية الأغواط. وحسب بلشهب بوعلام مدير المتحف، فإن ممتهني حرفة الرقمة في صناعة الزرابي يقتربون من 20 رقاما على المستوى الوطني. فالجمهور اللمداني وزوار أجنحة المعرض، المتزامن وشهر التراث بين 18أفريل و18ماي القادم، سيستمتعون بلوحات فسيفسائية للزربية النابعة من أغلب مناطق الوطن، نسجتها أنامل نساء جزائريات وبإتقان وأضحت تنافس بتصاميمها وزخرفتها الرائعة الزرابي المستوردة من إيران وتركيا. وعرضت بالمعرض أعمال المبدعة (حسيبة بوفجي) وهي تختص باستعمال النسيج اليدوي لإنجاز أشياء جميلة بلمسة عالمية، وتعكس من خلال أعمالها هوية الشعب الجزائري، ووجب الإشارة أن الزربية ليست وسيلة للاستعمال المنزلي والتزيين بقدر ما هي مرآة عاكسة للتراث ومعاناة الشعب الجزائري أثناء فترة الاستعمار الفرنسي فهي تحكي حقبة من حقبه. ومن بين النماذج اللافتة للأنظار، بساط قرقور- زربية كل من تلمسان، بابار ومنطقة الحراكتة وقلعة بني راشد والمعاضيد وجبل عمور...، ومن بين الرقامين الذين هم على قد الحياة الشيخ حاجي علي من تلسمان. كما احتوت هذه التظاهرة نموذجا للرقام وأم النسيج (النول)، إلى جانب لوحات بينت مراحل خياطة النسيج والمعتقدات المتعقلة بهذا المجال اليدوي، جسدها معرض أرشيف متحف الجزائر العاصمة، تضمنتها صور لأعمال مشاهير الرقمة، والرقام حسب تعريفه من قبل أحد العارفين، أنه ذلك الفنان المعروف منذ القدم، الذي يرسم (يرقم) الأشكال من وحي مخيلته، ويتصور في مخيلته الشكل النهائي للزربية المقصود إنجازها، بقيامه بوضع عقد بخيوط بيضاء اللون لتحديد الشكل، الذي يريد نسجه لتتبعه النسوة في إنجاز الزربية ويختمها من وحي الخيال والجمال، كما عرف الرقام منذ القدم. وقد قام الكثير من المدعوين والمهتمين خلال المعرض بأخذ صور تذكارية لمحتويات وفضاءات العرض. وعرّفت مؤسسة (دار الأمير عبد القادر) الرقام بأنه هو ذلك الفنان الذي يرسم (يرقم) الأشكال من وحي مخيلته ويتصور الشكل النهائي للزربية، بقيامه بوضع عقد بخيوط بيضاء اللون لتحديد الشكل الذي يريد نسجه لتتبعه النسوة في إنجاز الزربية ويختمها من وحي الخيال والجمال. ومن بين الأعمال التي شدت فضول الزوار زرابي الفنانة عبدو فاطمة زرهوني من المدية، تمركزت عبرها لوحة (الطائرين) منجزة من مادة الصوف تعكس معاناة النساء الجزائريات خلال الثورة التحريرية، إضافة إلى مضمون زربية أنجزت بنواحي منطقة بوزقزقة شرق المنطقة الأولى بالولاية الرابعة التاريخية، ترمز للطريق التي سلكها الثوار بمعركة الزبربر المجاورة والتي تمثل إحدى المعارك الضارية التي خاضها مجاهدو المنطقة بقيادة الشهيد الرائد سي لخضر المعروف عائليا ب(مقراني رابح) استشهد رفقة 70مجاهدا في معركة جبل بولقرون بتاريخ 05 / 03 / 1958