خلص صحفي بريطاني ومعلّق سياسي شهير إلى أن حزب المحافظين الحاكم الذي يقوده رئيس الوزراء ديفيد كاميرون (أدار ظهره متعمدا لمسلمي بريطانيا)، مشيرا إلى أن كاميرون وزوجته سامانثا لم يدخرا جهدا خلال الفترة الماضية في التودد إلى الأقليات الدينية في بريطانيا، مهما كانت قليلة العدد، بينما تجاهلا الجالية المسلمة. قال الكاتب بيتر أوبورن إن (كاميرون وزوجته زارا معبدا للسيخ قبل أسبوعين، وتودد كاميرون إلى الناخبين الهنود من خلال أغنية باللغة الهندية أعدت خصيصا للحملة الانتخابية، كما يحتوي العدد الأخير من صحيفة ذي جويش كرونيكل التي تمثل الجالية اليهودية في بريطانيا مقابلة مطولة مع رئيس الوزراء يدافع فيها بقوة عن غزو بنيامين نتنياهو لقطاع غزة خلال الصيف الماضي). ويأتي مقال أوبورن قبل أيام قليلة من الانتخابات التي تشهدها بريطانيا، فيما تتفاوت استطلاعات الرأي قبل أيام من التصويت حول ما إذا كان حزب العمال أو حزب المحافظين سيحصد العدد الأكبر من أصوات الناخبين، وبالتالي سيشكل الحكومة البريطانية تبعا لذلك ويدير شؤون البلاد لخمس سنوات مقبلة. وحسب أوبورن فإن (حزب المحافظين وطوال السنوات الخمسة لحكمه في بريطانيا لم يقم بأية محاولات جادة للتواصل مع المسلمين، ربما فيما عدا ما تقوم به البارونة وارسي التي استقالت من الحكومة احتجاجا على تقاعس دافيد كاميرون عن التنديد بالعدوان على غزة). ويلفت الكاتب إلى أن وارسي (يمكن أن تكون عنصرا ذا قيمة عالية وقوة فاعلة، لولا أن نشاطها محصور في المناطق الشمالية، وهي مكلفة بمتابعة عدد محدود من المقاعد). ويتابع الكاتب: (لم يقم رئيس الوزراء بزيارة لأي من المساجد خلال حملته الانتخابية، كما لا يوجد أي دليل يفيد بأن جورج أوزبورن، الذي يشغل منصب وزير المالية ويقوم في الوقت نفسه بدور رئيس حملة حزب المحافظين، قد زار في حياته مسجداً واحدا). ولفت الكاتب البريطاني باستغراب كبير إلى الخطاب الذي ألقته وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي (محافظين) عشية بدء الحملة الانتخابية الذي ربطت فيه بين التعصب والجهل من جهة، وبين المسلمين من جهة أخرى. ويتوقع أن يؤدي إهمال الصوت المسلم إلى إعادة حزب المحافظين إلى صفوف المعارضة بعد أيام، حيث يشير إلى أن لدى المسلمين وزنا مهما بالنسبة للمقاعد التي تحتاج إلى حسم.