انتشرت في الآونة الأخيرة أنواع كثيرة من العطور في السوق الجزائرية وكثرت المحلات التجارية التي تروجها بشكل ملفت للانتباه خاصة تلك العطور المسماة بالعطور الزيتية التي كثر استخدامها من طرف الجميع، فهي عطور مصنعة تحتوي على مواد صناعية وهي مصنعة لتحاكي رائحة خلاصة زيتية معينة بطرق كيميائية وهي غير مكلفة، وتستخدم هذه الزيوت في المقام الأول في إنتاج العطور الحديثة وبخسة الثمن من دون أن ننسى أدوات التجميل والنكهات وتستخدمها مصانع المنظفات والشموع لتعزيز روائح منتجاتها. وبعد أن كانت أغلب الماركات العالمية للعطور كقوشي وشنال واوقو وغيرها غير متاحة أضحت تتاح للجميع في الوقت الحالي بأسعار تنافسية وتكون على حسب رغبة الزبون بعد أن توفرت قارورت مختلفة الأحجام، فالزيوت العطرية لها دور إيجابي حيث تمت ملاحظة الدور الفعال لهذه الزيوت في منح أثر إيجابي على الأشخاص المصابين بالكآبة وبالتحديد على أدمغتهم وزادت فاعليتها، حيث أن الزيوت الأساسية تساهم في رفع الحالة الشعورية والتخفيف من وطأة التوتر والتخبط المرافقة للإحباط والكآبة، ومن بين أهم هذه الزيوت الغيرانيوم والياسمين وخشب الصندل والورد والنعناع. وعلى الرغم من أن الاستشارات النفسية وتناول العقاقير الصيدلانية من أهم وأشهر حالات معالجة الكآبة لكن الزيوت العطرية أفضل وأنجح علاج في حالات الكآبة المتوسطة، كما لها إيجابية فإن هذه العطور لها سلبيات حيث يقف الجانب الطبي موقفا مغايرا لما يريده المجتمع خصوصا بعدما حذر علماء في السويد من استخدام العطور النسائية أثناء فترة الحمل معللين ذلك بأنها قد تؤدي إلى إصابة المواليد الذكور خاصة بالعقم وجاء هذا التحذير بعد أن اكتشف العلماء وجود مستويات عالية من المواد الكيميائية تسبب العقم، في تركيبة أنواع معروفة من العطور ومنتجات التجميل والزينة الأخرى ويمكن أن تؤدي هذه العطور إلى تبطن تجاويف الفم أو الأنف الامر الذي يؤدي إلى حدوث حالات التهيج وزيادة الإفرازات والذي بدوره سوف يؤدي إلى ضيق في التنفس كما تستطيع أن تشكل ربوا. وهناك اختلاف في أسعار العبوات بحيث تباع العبوة الصغيرة بسعر أغلى من العبوة الكبيرة، فإن قيمة العطور ليس في حجم العلبة التي تحتويها بل بقيمة الكحول المضاف على كمية العطر الزيتي، فهنالك علب كبيرة تباع على سبيل المثال ب 500 دينار بينما نجد الأصغر منها تباع ب 700 دينار والسبب ليس بحجم العلبة وإنما بحجم المواد المتكونة منها وخاصة كمية الكحول وتركيز العطر المضاف إليها. وأما عن عملية حفظ العطور من التلف وطرق تخزينها فيقول تاجر من العاصمة إنه بعد استيرادهم للعطور الخام يقومون بنقلها في براميل مصنعة من الحديد الممغنط أو الألمنيوم أو البلاستيك وذلك لأنها مواد عازلة للحرارة والضوء وتؤثر على العطر وجودته مع تفاوت في درجة الحفظ، فالبلاستيك يحفظون فيه العطور البخسة والألمنيوم والحديد الممغنط تحفظ فيه العطور ذات السعر الغالي والعطور ذات الأهمية الكبيرة، ويؤكد أغلب تجار العطور أن تجارة العطور عرفت ازدهارا وهناك ميل كبير لنوع العطور الزيتية المركزة التي ذاع صيتها خاصة بين النسوة، كما يقبل عليها الرجال المهووسون بعالم العطور.