يبدو أن مشكلة الأنفاق التي يتم تدميرها لمنع وصول، حتى الهواء، إلى أهلنا في غزة، وتحتاج دولة بني صهيون إلى ذي القرنين؛ ليبني بينهم وبين القسّام سدًا، يبدو أنها تثير رعبًا في قلوب بني صهيون، وقد وضح هذا من حجم التحذيرات، سواء من برلمانيين صهاينة، أو من عسكريين، أو إعلاميين. حذر عضو الكنيست عن حزب المعسكر الصهيوني عومر بارليف من أن حركة حماس تعمل على إعادة بناء أنفاق لها تحت الأرض.. مطالبا حكومة (الاحتلال) بضرورة اتخاذ خطوات للحيلولة دون بناء أنفاق جديدة تصل إلى داخل الأراضي المحتلة. وزعم بارليف عضو لجنة الدفاع والشئون الخارجية بالكنيست، أنه بعد مرور نحو عام على انتهاء العملية العسكرية ضد قطاع غزة (الجرف الصامد)، تقوم حماس بحفر أنفاق على طول حدود غزة.. مدعيا أن نفقا واحدًا على الأقل وصل إلى أراضي الاحتلال تحت السياج الحدودي مع قطاع غزة، حسبما ذكرت صحيفة (جيروزاليم بوست) على موقعها الإلكتروني. وأوضح قائلا (إذا كنت وزيرا للدفاع، سأوجه أوامر للجيش باتخاذ إجراء عسكري لتدمير الأنفاق الجديدة.. منتقدا ما وصفها بالقيادة (المترددة والخانعة) التي يتصف بها وزير الدفاع) موشيه يعالون ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. كانت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) نشرت تقريرًا في أفريل الماضي ذكرت فيه أن عمال الأنفاق التابعين لحركة (حماس) الفلسطينية يتقدمون نحو الاراضي المحتلة، ببطء، ويحضرون لجولة القتال القادمة معهم. تعاون مصري- صهيوني وأضافت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن الأمر بات واضحا، مشيرة إلى أن الإنذارات عن الحرب القادمة في قطاع غزة تتزايد. وهذه المرة لن يتمكن الوزراء من الإدعاء: (لم أعلم، لم أسمع، لم أر). ولفتت الصحيفة إلى أنه ورد بتقرير لصحيفة (ذا ساندي تليجراف) البريطانية (5-4-2015) أن إيران حولت عشرات ملايين الدولارات للجناح العسكري لحركة حماس من أجل إعادة بناء أنفاقها في غزة، والتي دمرت خلال عملية الجرف الصامد.. وفقا لمصادر استخباراتية تقتبس منها الصحيفة البريطانية، تمول إيران أيضا إعادة ترسانة الذخائر من الصواريخ التابعة لكتائب عز الدين القسام، التي فرغت بعد إطلاق صواريخ غير نهائية ضد إسرائيل خلال حرب صيف 2014. وقال رئيس قيادة الجنوب في جيش الاحتلال ، الجنرال سامي ترجمان، خلال مقابلة مع صحيفة _يديعوت احرونوت_ العبرية، إن حماس تحفر أنفاقا جديدة في الوقت الحالي. ونشرت (تايمز أوف إسرائيل) تقريرا، سابقًا، قالت فيه (وصلت الأنفاق إلى الحدود بين غزة والاحتلال، وفقا لعدة تقديرات). وتابعت أنه لا يمكن أيضا تجاهل مقابلة مع النائب عوفر شيلاح (يش عتيد) نشرته صحيفة (هآرتس) باللغة العبرية، حيث راجع استنتاجات لجنة الشؤون الخارجية والدفاع للكنيست حول عملية الجرف الصامد. ووفقا لشيلاح، فإن الفشل الأساسي هو عدم وجود أي سياسة إستراتيجية واقعية للتعامل مع حماس في غزة. وذكرت الصحيفة أن جميع التقارير تشير إلى أن مسألة جولة القتال القادمة هي مجرد مسألة وقت. لم يتم حل أي شيء في قطاع غزة؛ بل بالعكس، الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تدهورت منذ انتهاء القتال قبل ثمانية أشهر. أحد سكان غزة، الذي دمر الاحتلال منزله خلال الحرب الأخيرة، قال أنه هو وعائلته التي تضم أكثر من 30 شخصا لا زالوا يسكنون في مدرسة تابعة للأونروا في شمال القطاع لأن إعادة بناء منازلهم لم تبدأ بعد.. قائلا، هناك مواد بناء وصلت من إسرائيل، ولكن لا يوجد لدينا المال لشرائها. وأشارت (هآرتس) إلى المجهود الكبير الذي تبذله دولة الكيان ومصر لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة، ولكن حماس يمكنها الارتجال وتصنيع الصواريخ من المواد المتوفرة لديها. يحظر دخول بعض المواد المهمة إلى غزة، ولكن دائما يوجد بدائل لها. وأوردت الصحيفة أن هناك العديد من التقارير تذكر أن الإسمنت المستورد إلى غزة وإن كان يستخدم لبناء الأنفاق الهجومية. إلا أنه يبدو أن حماس أدركت أنه إن تستخدم الإسمنت لبناء أنفاقها، ستمنع دولة الاحتلال دخوله إلى غزة، وسيتم توجيه أصابع الاتهام إلى حماس لعدم إعادة بناء القطاع. ولهذا، بدأت حماس مؤخرا باستخدام الخشب لبناء بعض الأنفاق ، حسب مصادر محلية. هذه ليست تقنية حديثة، بل كانت تستخدم بالإضافة إلى الإسمنت والحديد. وعند تضاؤل مخزون الأسمنت والحديد، تستخدم الحركة الخشب. ولكن عندما لاحظت دولة الكيان مؤخرا استخدام نوع معين من الخشب لبناء الأنفاق، منع المنسق الحكومي للنشاطات في الأراضي الجنرال يؤاف موردخاي دخوله إلى غزة. ولذا طالبت حماس به من التجار المحليين، وعندما رفض التجار، تم اعتقال بعضهم ومصادرة بضائعهم.. وفقا للصحيفة. ولفتت الصحيفة من الواضح أنه سيتم استخدام الأنفاق التي تحفرها حماس باتجاه الأراضي المحتلة وحتى ربما داخل الأراضي المحتلة- في جولة القتال المقبلة. وقالت الصحيفة (تفضل مؤسسة الدفاع وصانعو القرار تجاهل هذه الظاهرة بدلا من مواجهتها، بالأساس بسبب الخوف من إثارة الأحداث من جديد..إنها سياسة الحفاظ على الأوضاع الراهنة التي تسود من جديد. ليس السلام وليس الحرب. ولكن تجاهل التحضيرات للحرب. الآن فقط يضمن أن يكون التصعيد قادم، عندما يأتي، أقسى وأصعب من النزاعات السابقة).