أعلنت منظمة دولية مهتمة بتقييم إعادة بناء المناطق المتضررة بعد الصراعات، أن إعادة إعمار غزة المنكوبة بعد العدوان الإسرائيلي في 8 يوليو(تموز) الماضي، ستتطلب 20 عاماً، بحسب ما أفاد موقع "يو إس أي توداي".ويوضح التقييم، الذي أعد من قبل منظمة "شيلتر كلستر"، برئاسة مجلس اللاجئين النرويجي، وبمشاركة وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والصليب الأحمر، التعقيدات التي ينطوي عليها برنامج إعادة الإعمار الشامل لقطاع غزة، والتي قدر بعض المسؤولين الفلسطينيين أنها قد تكلف ما يزيد على 6 مليارات دولار. ويعود السبب الأهم في إعاقة جهود إعادة البناء إلى الحصار الذي تفرضه إسرائيل، منذ تولت حركة حماس السلطة على القطاع في 2007. وفرضت إسرائيل قيوداً شديدة على استيراد الإسمنت ومواد البناء الأخرى إلى غزة، خوفاً من أن تستخدمها حماس لبناء الصواريخ، وتعزيز الأنفاق المستخدمة للهجوم عبر الحدود. وأشارت مصر والنرويج إلى إمكانية عقد مؤتمر للمانحين لغزة، في وقت ما الشهر المقبل، ولكن لم يتم إجراء أية ترتيبات حازمة. وتعد غزة، بال 1.8 مليون نسمة التي تعيش فيها، قطاعاً ذا كثافة سكانية عالية، وأراضٍ زراعية لا تزال تحمل ندوباً من آثار الصراعات السابقة على أراضيها. وفي تقريرها الذي صدر الجمعة الماضية، قالت "شيلتر كلستر" إن 17 ألف وحدة سكنية في غزة تعرضت للتدمير الشامل أو الكبير جداً، خلال الحرب التي دارت منذ يوليو الماضي، ولا تزال 5 آلاف وحدة سكنية بحاجة للإصلاح، منذ الحروب السابقة. كما يذكر التقرير أن لدى غزة نقص بمقدار 75 ألف وحدة سكنية. ولفتت منظمة "شيلتر كلستر" إلى أن تقدير عملية إعادة الإعمار ب 20 عاماً، يستند على قدرة المعبر الرئيسي للبضائع بين إسرائيل وغزة على تحمل 100 شاحنة من مواد البناء يومياً. ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية فوراً، والمسؤولة عن تشغيل المعبر، عما إذا كانت عندها خطط مستقبلية لتسهيل القيود على البضائع التي تدخل إلى غزة. يذكر أن إسرائيل وحماس وافقتا، يوم الثلاثاء الماضي، على هدنة مفتوحة، ما أنهى الصراع، ولكن مع ترك بعض القضايا الجوهرية معلقة. وأعلنت حماس النصر بعد ذلك، رغم أنه ليس عندها الكثير لتفخر به، بحسب الموقع. وبينما وافقت إسرائيل على تخفيف حصارها على غزة، للسماح بالمساعدات الإنسانية ودخول مواد البناء، إلا أن الكثير من القيود على الحدود لا تزال موجودة. كما رفضت حماس مطالب إسرائيل بنزع السلاح. وستعالج هذه المطالب في المحادثات غير المباشرة في مصر، الشهر المقبل. وكانت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا اقترحت إنشاء آلية دولية لمراقبة البضائع الداخلة لغزة، آخذين في الاعتبار مخاوف إسرائيل من أن تستخدم حماس المعابر لتمرير إسمنت وحديد تقوم بتحويله إلى صواريخ لاحقاً. وقتل في عملية الجرف الصامد ما يزيد عن 2100 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، بينما فقدت إسرائيل 71 شخصاً، كلهم من الجنود فيما عدا 6 ضحايا.