أعلن الفصيل المسلح ل"الحزب الإسلامي" المعارض في مدينة "لوق" بإقليم "جدو" جنوب غرب الصومال انضمامه إلى حركة شباب المجاهدين المسلحة المعارضة، بهدف "تحقيق الوحدة بين المجاهدين" ضد الحكومة الصومالية والقوات الإفريقية، بحسب قيادي بالحزب. ورأى خبراء للشأن الصومالي أن الحزب الإسلامي (سلفي جهادي) الذي يتزعمه الشيخ طاهر أويس يريد من هذه الخطوة – وهي ليست الأولى من نوعها - تفادي مواجهات دامية مقبلة قد يدخلها مع حركة "الشباب" التي استولت بالفعل في الفترة الأخيرة على العديد من المدن التي كانت واقعة تحت سيطرة الحزب، ومنها مدينة "بورهكبا" (جنوب غرب) ذات الإستراتيجية العسكرية والتي طردت منها قوات الحزب الإسلامي بعد مواجهات دامية مع حركة الشباب المجاهدين. وقد أعلنت سلطة الحزب الإسلامي في بورهكبا بعد سقوطها انضمامها ل"الشباب" أوائل الشهر الجاري من أجل صد من أسمتهم ب"الكفار الغزاة"، غير أن هذه الخطوة – كما تضيف المصادر ذاتها – لن توقف حمام الدم والاقتتال الجاري بين المسلمين في هذا البلد. وفي "لوق"، قال الشيخ فرحان عبدي رئيس فصيل الحزب الإسلامي في المدينة "إن جميع مقاتلي الحزب في المدينة قرروا الانضمام إلى حركة شباب المجاهدين تحقيقا للوحدة بين المجاهدين". دعوة للوحدة والاقتتال! وتعهد القيادي بالحزب الذي كان يتحدث خلال حفل أقيم بمناسبة الانضمام بمواصلة الحرب ضد الحكومة الصومالية والقوات الإفريقية "تحت راية المجاهدين". كما دعا الشيخ عبدي كافة فصائل الحزب الإسلامي، قيادة ومقاتلين، الانضمام إلى حركة الشباب لتحقيق الوحدة بين المجاهدين الصوماليين لمقاتلة الحكومة والقوات الإفريقية معتبرا أن الوحدة "مفتاح النصر"، كما طالب الحركتين المتنازعتين بحل خلافاتهما عن طريق الحوار والعمل تحت اسم حركة شباب المجاهدين التي تندرج تحت "التيار السلفي الجهادي". وتعارض الجماعتان المسلحتان الحكومة الصومالية بقيادة شيخ شريف شيخ أحمد والقوات الإفريقية الموجودة في البلاد وتشن الهجمات ضدهم بشكل شبه يومي خاصة من جانب "شباب المجاهدين"، لكن منذ فترة دبت الخلافات بين الحركتين وهو ما أدى إلى خوضهما صراعا مريرا للسيطرة على جنوب البلاد. وبسبب المعارك المستمرة بين الطرفين منذ عدة أشهر فقد الحزب الإسلامي معظم المناطق التي كانت تسيطر عليها في جنوب ووسط البلاد لصالح "شباب المجاهدين". الحكومة: لا زلنا نسيطر وفي الوقت الذي تتحدث التقارير عن سيطرة شبه تامة لحركة "الشباب" على القسم الأكبر من العاصمة والغالبية العظمى من وسط وجنوب البلاد، صرح وزير الإعلام الصومالِي عبد الكريم جمعة أن القوات الحكومية تسيطر على 55% من العاصمة مقديشو، مشيرًا إلى أنّها تحقق أيضًا تقدمًا أمام مقاتلي "حركة الشباب المجاهدين". وأقرّ جمعة خلال مؤتمر صحفي في مقر الأممالمتحدة في نيويورك أن باقي أنحاء العاصمة تسيطر عليه حركة الشباب، قائلاً: إنّ سيطرة الحكومة لا تنحصر ببضعة أحياء فقط، إنّها تسيطر على 55% من المدينة. وفي هذه المنطقة يقطن ما بين 70 و80% من سكان" العاصمة. وأكّد جمعة أن هناك مفاوضات جارية لتعزيز القوات الإفريقية بأربعة آلاف جندي إضافِي ليصبح عددهم 12 ألف جندي. من جهته، تعهّد الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد بإعادة تنظيم القوات الأمنية التابعة لحكومته واستعادة السيطرة على العاصمة مقديشو. جاء ذلك في الوقت الذي عادت فيه وتيرة هجمات حركة الشباب ضد المواقع الحكومية وتلك التابعة للقوة الإفريقية، إلى وتيرتها شبه اليومية.