بسبب الإقبال الكبير عليها من طرف المواطنين * الغلاء يقفز إلى مختلف الأجهزة الكهرومنزلية عرفت الجزائر العاصمة خلال الأيام القليلة الماضية ارتفاعا محسوسا في درجات الحرارة، والتي وصلت إلى حدود 38 درجة مئوية ما جعل الكثير من المواطنين ينزلون إلى الشاطئ مبكرا متخوفين أن تكون بنفس الحدة خلال شهر رمضان المقبل، وهو الأمر الذي جعل العديد من تجار الأدوات الكهرومنزلية ينتهزون الفرصة لرفع أسعار المكيفات الهوائية التي أقبل العاصميون على اقتنائها قبل حلول شهر رمضان غير مهتمين بأسعارها ولا حتى بالتكاليف الباهظة لفاتورة الكهرباء.
عتيقة مغوفل لم يعد يفصلنا على حلول شهر رمضان إلا أيام معدودة وقد بدأت الحرارة تلوح من بعيد ما جعل العاصميين يهرولون إلى شراء المكيفات الهوائية، رغم أن العديد من المنازل تحتوي على مكيف إلا أن أصحابها أرادوا أن يجعلوا في كل غرفة مكيفا حتى يتفادوا الحرارة في كل أرجاء البيت، إلا أن هذه الأدوات الكهرومنزلية أصبحت أسعارها تحرق كل من يقترب منها من أجل اقتنائها. انخفاض قيمة الدينار سبب في الارتفاع قامت (أخبار اليوم) بجولة استطلاعية إلى بعض محلات بيع الأداوت الكهرومنزلية بالعاصمة، خصوصا تلك التي تبيع المكيفات الهوائية ولكن الأمر الذي أثار استغرابنا كثيرا هو الارتفاع المحسوس في الأسعار فقد بلغ سعر المكيف الهوائي من القوة 12 ميغا من نوع (كوندور) مبلغ 32000 دج وبنفس القوة من النوع (تي سي أل) مبلغ 31000 دج، في حين بلغ نوع المكيف الهوائي من ماركة (اريس) بنفس القوة 29000 دج، مكيف ما (جور كاريرا) 28000 دج ومكيف برولوكس 29000 دج. وفي نفس السياق، يضطر العديد ممن لا يسمح لهم مدخولهم الشهري باقتناء المكيفات الهوائية إلى اقتناء المروحيات، والتي بدورها شهدت ارتفاعا محسوسا في الأسعار هاته الأيام، حيث قدر سعر المروحية من نوع (لوتيس)ومن الحجم الصغير ب 2500 دينار، وأما بالنسبة للمروحيات الأخرى فقد تراوح سعرها بين 2600 دج إلى 3000دج، علما بأن الجزائر العاصمة تعرف خلال هاته الأيام موجة حر شديدة، وما زاد من إقبال المواطنين الكبير على اقتناء المكيفات الهوائية بأسعار باهظة هي إعلان بعض المصادر المختصة أنه سيشهد الجزائريون شهر جوان المقبل، خصوصا مع بداية شهر رمضان موجة حر كبيرة.
الطلب المتزايد عليها يلهب الأسعار وحتى نعرف أسباب ارتفاع أسعار المكيفات الهوائية تقربت (أخبار اليوم) من بعض تجار الأجهزة الكهرومنزلية من بينهم (مصطفى) الذي يملك محلا في باب الوادي مختص في مثل هذا النوع من التجارة، والذي رجح بدوره أسباب ارتفاع أسعار المكيفات بهذه الدرجة إلى زيادة الطلب عليها نظرا للارتفاع المسجل في درجة الحرارة قبل أوانها هذا من جهة، من جهة أخرى فقد أرجع البائع أسباب الغلاء أيضا إلى انخفاض أسعار الدينار الجزائري مقارنة بالعملات الأخرى ما أدى إلى ارتفاع أسعار الكثير من المواد التي يستوردها الجزائريون من الخارج خصوصا المواد الكهرومنزلية التي لا يمكن الاستغناء عنها في البيوت اليوم. الآلات الكهرومنزلية ترتفع بنسبة 30 بالمائة حتى نرصد رأي الجزائريين في لهيب أسعار المكيفات الهوائية ومدى إقبالهم عليها تقربت (أخبار اليوم) من بعض المواطنين الذين التقيناهم في أحد محلات بيع المواد الكهرومنزلية وكان أولهم (دحمان) البالغ من العمر 52 ربيعا، قصد المحل من أجل اقتناء ثلاجة جديدة استقبالا لشهر رمضان المعظم فكانت فرصة لنا حتى نسأله عن رأيه في ارتفاع أسعار المكيفات الهوائية، فأجابنا هذا الأخير أن أسعار الكثير من الأدوات الكهرومنزلية قد شهد ارتفاعا كبيرا في الآونة الأخيرة وليس فقط المكيفات الهوائية بل حتى الثلاجات التي أراد أن يقتني واحدة منها، عجب من غلاء أسعارها مقارنة بما كانت عليه في الأيام الماضية فقد لاحظ أن الأسعار قد شهدت زيادة تقدر ب30 بالمائة، وقد علل ذلك بجشع التجار الذي يغتنمون الفرص في كل مرة حتى يجنون أرباحا طائلة على حساب المواطن البسيط الذي يجد نفسه في كل مرة مضطرا لاقتناء تلك الأجهزة التي أصبح لا يستغني عنها في السنوات الأخيرة فقد أصبحت من ضروريات الحياة. الظروف الصحية تجبر البعض على اقتناء مكيف بعد (دحمان) قابلنا السيد نذير بذات المحل لمحناه من بعيد وهو يصول ويجول بكامل أرجاء المحل يقرأ أسعار جميع الآلات الكهرومنزلية التي كانت معروضة فيه، كما أنه كان مشدود الانتباه إلى قراءة الماركات وكذا مدة الضمان، ولكن بدا لنا مشدود الانتباه إلى المكيفات الهوائية ما جعلنا نقترب منه شيئا فشيئا، من أجل سؤاله عن أي نوع من المكيفات يبحث، فأجابنا السيد نذير أنه يبحث على مكيف قوته 12 ميغا حتى يضعه في غرفة والدته التي لا تحتمل الحرارة الشديدة فهي تسبب لها ارتفاعا في ضغط الدم وهو ما يؤثر سلبا على صحتها لذلك قرر أن يركب لها مكيفا هوائيا في غرفتها، عدنا وسألناه مرة أخرى عن رأيه في الأسعار فأجابنا أنه مندهش من الغلاء الفاحش الذي تعرفه محلات بيع الأدوات الكهرومنزلية، فقد قام السيد(نذير) بجولة إلى هذه المحلات شهر فيفري الماضي، ولم تكن الأسعار أبدا مرتفعة بالقدر التي هي عليه الآن، فحسب السيد (نذير) الأسعار ارتفعت بنسبة تقارب 40 بالمائة مما كانت عليه، عدنا وسألناه مرة أخرى وهل ستقتني مكيفا هوائيا رغم غلاء أسعاره فأجابنا السيد نذير أنه سيفعل ذلك وسيقتنيه لأنه لا خيار له فهو مضطر لذلك.