دعت إلى اعتماد مقاربة (شاملة) ضد الإرهاب لعمامرة يدعو إلى تفعيل منظّمة التعاون الإسلامي استغلّت الجزائر انعقاد اجتماع مجلس وزراء خارجية منظّمة التعاون الإسلامي، أمس، لتطلق صيحة تحذير من مخاطر مخطّطات تقسيم الوطن العربي، حيث دعا وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة ونظيره العماني يوسف بن علوي أمس الأربعاء بالكويت إلى ضرورة تكثيف الجهود من أجل تجنيب المنطقة العربية مخاطر الانقسامات. أوضح لعمامرة وبن علوي خلال لقاء جمعهما على هامش أشغال الدورة ال42 لمجلس وزراء خارجية منظّمة التعاون الإسلامي أن الاوضاع الراهنة في العالم العربي تدعو إلى (ضرورة تكثيف الجهود من أجل تجنيب المنطقة العربية مخاطر الانقسامات مع العمل على دعم جهود الحوار والتوافق بما يضمن الحفاظ على وحدة وسيادة دول المنطقة واستقرارها وأمنها). وعلى الصعيد الثنائي، جدّد الطرفان إرادتهما (القوية) للعمل سويا من أجل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين من خلال رفع وتيرة التعاون الاقتصادي بينهما وتوسيع آفاق الشراكة في شتى المجالات، كما جدّدا في نفس الوقت عزمهما على تضافر الجهود من أجل (تحقيق عملية الإصلاح وتطوير العمل العربي المشترك خدمة للمواطن العربي). ومن جانب آخر، كشف رمطان لعمامرة أن الجزائر (تعكف) على إعداد ورقة متكاملة تتضمّن جملة من الاقتراحات والإجراءات العملية الكفيلة بتطوير المعمل المشترك لمنظمة التعاون الإسلامي. وأوضح السيّد لعمامرة في كلمته أمام مجلس وزراء خارجية منظّمة التعاون الإسلامي المنعقدة بالعاصمة الكويتية على مدار يومين أن مثل هذه الإجراءات والاقتراحات من شأنها (إضفاء قدر متزايد من الفعالية والشفافية على العمل المشترك للمنظّمة). وفي ظلّ عالم تميّزه الصراعات والتنافس وفي وقت تعرف فيه الأمّة الإسلامية تحدّيات سياسية واقتصادية واجتماعية وحضارية (غير مشهودة) فإن المنظّمة (مدعوة بإلحاح) -يضيف ممثّل الجزائر في الدورة الحالية للمنظّمة- إلى (تفعيل هياكلها وتكييف أدواتها ولن يتأتى ذلك إلاّ بما سنعتمده من توصيات وما سنتّخذه من قرارات). دعوة إلى مقاربة (شاملة) ضد الإرهاب أكّد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة أن الجزائر تشيد بالصحوة العالمية ضد ظاهرة الإرهاب العالمية وتدعو إلى اعتماد مقاربة (شاملة) في هذا المجال. وأوضح السيّد لعمامرة أن الجزائر (التي واجهت الإرهاب لأكثر من عقد كامل، والتي انتصرت على هذه الظاهرة بفضل تضحيات الشعب الجزائري ومبادرات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إذ تشيد بالصحوة العالمية ضد الظاهرة المدمّرة وبالخطوات التي اتّخذتها منظّمة التعاون الإسلامي تدعو إلى اعتماد مقاربة شاملة في هذا المجال)، (وتجمع هذه المقاربة -حسبه - بين مكافحة الجماعات الإرهابية دون هوادة وتجفيف منابع تمويل أنشطتها بما في ذلك منع دفع الفدية وبين معالجة الأسباب التي تغذّي ظاهرة الإرهاب ومنها العوامل الاقتصادية والاجتماعية والحكامة السياسية والتوزيع العادل للثروة، وكذا القيام بعمليات تحسيسية مستمرة حول خطر الأفكار الدينية المتطرّفة ونشر قيم التسامح والوسطية والحوار البنّاء، خاصّة بين أوساط الشباب ودور العلم). وفي هذا الصدد، أعلن السيّد لعمامرة أن الجزائر تعتزم تنظيم مؤتمر دولي في جولية المقبل حول اجتثاث التطرّف، والذي سيكون -حسبه- (فرصة لتبادل التجارب والخروج بتوصيات وإجراءات تحسّن من آداء الدول الأعضاء في المنظّمة لتجنيب الشعوب وخاصة الشباب الانصياع لأبواق الفتنة والتطرّف). في معرض تطرّقه إلى التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي، قال رئيس الديبلوماسية الجزائرية إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ولباقي الأراضي العربية المحتلّة (مازال يمثّل أكبر تحد لهذا العالم)، مشيرا إلى أن مواصلة إسرائيل للأعمال القمعية ضد الشعب الفلسطيني والحصار المضروب على قطاع غزّة وبناء المستطونات والتهويد الممنهج لمدينة القدس الشريف (كلّها ممارسات أدّت إلى انهيار عملية السلام في الشرق الأوسط). لعمامرة يجدّد وقوف الجزائر إلى جانب الشعب المالي جدّد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة أمس الأربعاء بالكويت (اِلتزام) الجزائر ووقوفها (التام) إلى جانب الشعب المالي (حتى تحقيق المصالحة الوطنية الدائمة وإعادة بعث المؤسسات والتنمية الاقتصادية والاجتماعية). ونوّه السيّد لعمامرة في كلمته ب (الاهتمام الكبير) الذي أبدته منظّمة التعاون الإسلامي لهذا المسار ولمشاركتها (الفعّالة) ضمن فريق الوساطة الدولية إلى جانب أطراف اقليمية ودولية أخرى. وذكّر رئيس الديبلوماسية الجزائرية بالمناسبة بما أفضت إليه الوساطة الجزائرية بين الفرقاء الماليين (من خلال التوصّل إلى اتّفاق شامل بين الحكومة والفعاليات السياسية والحركات المسلّحة لإنهاء الصراع الدائر في إقليم أزواد منذ عقود)، مؤكّدا في نفس الوقت أن هذا الاتّفاق (سيساهم في إعادة السلم والاستقرار إلى ربوع هذا البلد الصديق وفي باقي دول الساحل الإفريقي وخلق الشروط المواتية للقضاء على الجماعات الإرهابية في هذه المنطقة).