عودة تدريجية لها في بعض النواحي العاصمة في مواجهة الأسواق الفوضوية قبل رمضان شنت الحكومة حربا على الأسواق الفوضوية قبل شهر رمضان حيث تم توجيه تعليمة للولاة والمسؤولين المحليين بضرورة تطهير المدن والبلديات من الأسواق الفوضوية في أقرب الآجال بالنظر إلى الآفات السلبية المنجرة عنها على مختلف الأصعدة كما أمرت مصالح الولاية بضرورة التعجيل في توزيع فضاءات جديدة لفائدة التجار لممارسة نشاطاتهم خلال رمضان كونه شهرا يعرف بالاستهلاك الواسع لمختلف البضائع الغذائية من طرف الزبائن إذ تتسع فيه دائرة الاستهلاك بشكل ملحوظ. أبوبكر الصّديق موسى رغم مجهودات وزارة التجارة وتنسيقها مع المصالح الولائية والمحلية في حملة مداهمة كل أشكال الأسواق الفوضوية واتخاذها كل التدابير والإجراءات التامة للقضاء على الأسواق الفوضوية إلا أنّ الملاحظ في الفترة الأخيرة هو العودة التدريجية لبعضها عبر بعض نواحي العاصمة والتي يتاجر فيها أغلبية الشباب الفارين من هاجس البطالة آخذين هذه الأسواق مصدرا لجلب قوتهم محتلين بها الأرصفة والطرقات وحتى الأحياء السكنية. تجار باب الزوار يرفضون السوق المنظم من بينها سوق 5 جويلية ببلدية باب الزوار الذي يفتح أبوابه يومي السبت والثلاثاء مما يتسبب في اختناق مروري رهيب وفوضى عارمة اشتكى منها سكان العمارات خاصة وأن السوق يتوسط العمارات هذا مازاد من تذمر سكان الحي من الفوضى التي يتسبب فيها التجار الذي يزاولون تجارتهم الفوضوية إضافة إلى أكوام الأوساخ والقمامات التي يتركها التجار في آخر اليوم، ورغم توفير وزارة التجارة لمحلات مهيئة ببلدية باب الزوار إلا أنّ الباعة رفضوا الانتقال بحجة ضيق المحل وتجزئة هذا الأخير بين تاجرين، كما أجمع أصحاب المحلات أن بانتقالهم إلى تلك الاسواق سيجبرون على رفع أثمان الخضر والفواكه لسد مبالغ كراء المحلات الممنوحة على صيغة الإيجار وكذا مستحقات الضرائب، ومن ثمة سيتراجع الإقبال عليهم ويفقدون زبائنهم. بخس الأثمان يوقع المواطن تضاربت أقوال المواطن المقبل على الأسواق الفوضوية ورجحت أغلب الآراء حول بخس الأسعار على مستواها خصوصا في هذه الفترة التي تسجل فيها حيرة أغلب العائلات حول ملء قفة رمضان والميزانية التي تتطلبها التحضيرات المسبقة للشهر الكريم ما يجبرهم إلى العودة إلى تلك الطاولات التي تعرض كل شيء بثمن بخس. وفي هذا الصدد قالت إحدى السيدات إنها بالفعل تجبر على التبضع من تلك الأسواق التي تخدم أصحاب الدخل المحدود وأعطت مثالا عن الخضر والفواكه التي تجد فيها فارقا كبيرا بين أسعار السوق المنظم وأسعار السوق الفوضوي على غرار سوق الساعات الثلاث بباب الوادي الذي أطلق عليه (سوق الزوالية). وأضافت (على أصحاب القرار أن يفكروا قبل إلغاء تلك الأسواق في ضبط الأسعار والتكثيف من الرقابة داخل الأسواق النظامية التي تلفح نار أسعارها المواطن البسيط. ويبقى مشكل الأسعار الباهظة خاصة قبيل المناسبات الدينية على غرار شهر رمضان المعظم من بين الأسباب التي تجعل المواطن يندفع إلى تلك الأسواق الفوضوية حفاظا على جيبه وقدرته الشرائية، وتبقى علة الباعة النظاميين في ذلك هو ارتفاع الأسعار لدى تجار الجملة والفلاحين كيد أولى في تحديد السعر الأولي للسلع، وبذلك يظل مشكل تنظيم الأسواق قائما إلى أن يوجد حل وسيط يخدم الجهات المعنية والتجار، في حين يأمل (الزوالي) في الحفاظ على قدرته الشرائية بتحديد أسعار معقولة تتماشى مع قدرته الشرائية.