الجزائريون لا يشكّلون الاستثناء لحم الحمير.. لسدّ الفجوة الغذائية في مصر! لا تشكّل لحوم الحمير مصدر قلق وفزع للجزائريين وحدهم، حيث أثار خبر العثور على 50 حمارا مذبوحا و300 آخر جاهز للذبح في إحدى المزارع في محافظة الفيّوم، جنوب غرب القاهرة، قبل أيّام من حلول شهر رمضان ردود فعل غاضبة من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى اهتمام كبير من الإعلام المصري. لم تكن هذه الواقعة هي الأولى، إذ تكرّرت السنوات الماضية مرّات عدّة، حيث تمكّنت مديرية أمن أسيوط بالتعاون مع إدارة الطبّ البيطري من ضبط جزّار يبيع لحوم الحمير للمواطنين. وفي القليوبية ضُبط جزّار عقب قيامه باستخراج الحيوانات النافقة من الترع والمصارف وغيرها من الحيوانات غير الصالحة للاستهلاك الآدمي ويقوم بسلخها وتنظيفها وبيعها للأهالي على أنها لحوم صالحة بسعر 40 جنيها للكيلو غرام الواحد. وتنشط تلك الظاهرة خلال شهر رمضان، حيث هناك بعض المطاعم تقدّم وجبة بسعر متدنٍ لجذب أكبر عدد من المواطنين. وفور إعلان وزارة الداخلية الخبر انطلقت المواقع الإخبارية والبرامج التلفزيونية لتمتلئ أحاديثها عن الحمير ولحومها وفوائدها وأضرارها. فعلى مواقع التواصل تبنّى بعضهم فرضية (بص العصفورة) التي تلجأ إليها الأجهزة الأمنية للتغطية على قضايا أخطر، ولجأ بعضهم إلى السخرية وربط السخرية اللاّذعة من أكل الحمير بالواقع السياسي المثير أيضا للسخرية وإن كانت سخرية بطعم المرارة. وكان أطرف تعليق في برامج (التوك شو) التي تناولت ذبح الحمير هو تعليق جابر القرموطي على قناة (ontv)، والذي قال: (الواحد من كثر أكل الحمير هيمشي ينهق في الشارع) ولام المصريين على الإكثار من أكل اللّحوم والكفتة في كبرى المطاعم، والتي لا يعلم مصدرها أحد، وقال: (بعض النّاس يأكلون كفتة ولحوما كثيرة ولا يعرفون مصدرها من الجزّار). المواقع الإخبارية المؤيدة للسيسي روّجت لفوائد أكل لحوم الحمير وجوازها شرعا وعدم مخالفتها للشرع، ووصل الأمر إلى ترويج تصريح لخبير التغذية واللّحوم لطفي شاور حول أهمّية لحم الحمير في سدّ الفجوة الغذائية في مصر.