يعيش سكان قرية الزاوية التابع إقليميا لبلدية أعفير الواقعة أقصى شرق ولاية بومرداس، حياة البؤس والشقاء من جميع مناحي الحياة، بسبب غياب مشاريع التنمية التي ظلت طريقها إلى سكانها في ظل المشاكل التي أصبحوا يتخبطون فيها، على غرار تدهور الطريق الوحيد المؤدي إلى العالم الخارجي وغياب الماء الشروب، والتغطية الصحية والإنارة العمومية، وهذا رغم مراسلاتهم العديدة إلى الجهات المعنية بالأمر. ل. حمزة وطالب سكان قرية الزاوية من السلطات الولائية والمحلية بضرورة النظر الجاد إلى مختلف المشاكل والانشغالات التي يعانيها سكانها و التي من شأنها إخراجهم من دائرة العزلة خاصة في ظل النقص الكبير في المرافق الترفيهية بالقرية التي لا تزال تفتقد إلى أدنى ضروريات العيش الكريم، وكأن هذه المنطقة لا تزال لم تستفد من نعمة الاستقلال -حسب- مواطنيها الذين ناشدوا الجهات الوصية على ضرورة زيارة القرية للوقوف على حجم المعاناة، التي بقيت جاثمة على صدور السكان لمدة طويلة وعلى رأسها الغياب التام للمرافق الترفيهية والرياضية و الخدماتية، كما أكد شباب القرية أن حالهم حال كل الشباب يحلمون أن تزورهم التنمية المحلية يوما التي لا طالما انتظروها، يحلمون فقط بملعب أو ساحة للعب على الأقل كغيرهم من شباب قرى بومرداس التي استفادت بمثل هذه المشاريع ويحلمون كذلك بالتشغيل ضمن الشبكة الاجتماعية وبالتحفيزات المادية، ومن جهة مشكل الفراغ والملل والضجر الذي سببه غياب الملاعب والقاعات الرياضية بالإضافة إلى فضاءات الترفيه كحدائق الألعاب والتسلية. ومن جهة أخرى نجد غياب فرص العمل، هي مشكلة أخرى يُعاني منها شباب القرية فظاهرة البطالة تفشّت بشكل واسع في صفوفهم، فبلديتهم تفتقر لكل أنواع الاستثمار، ولأجل الحصول على لقمة العيش يمارس البعض منهم المهن الحرة كالعمل في ورشات البناء، والبعض الآخر يمتهنون الفلاحة ويستغلون فرص الشغل الموسمي رغم حيازة العديد منهم على شهادات جامعية عليا في تخصّصات مختلفة، إلا أن ذلك لم يشفع لهم، حيث عبر شباب القرية عن قلقهم الشديد تجاه مستقبلهم الذي خيّم عليه نوع من الضبابية والغموض، نتيجة غياب فرص عمل حقيقية متاحة لهم، كما يشتكي أيضا سكان القرية من انعدام الإنارة العمومية، مما أدخلهم في عزلة حقيقية في أغلب المناطق والشوارع بالقرية جراء انعدام الأعمدة الكهربائية، وطالبوا سلطات البلدية بتسجيل مشاريع لتوفير الإنارة العمومية بشوارع القرية قصد تفادي المشاكل الناجمة عن الظلام الدامس في معظم مناطق القرية خاصة الجهة الشرقية لها، خاصة وقوع المنطقة على الشريط الساحلية الطريق الوطني 24 وانتشار السرقة و الاعتداءات من طرف بعض المنحرفين الذين يستغلون فرصة مرور الأشخاص نحو تيقريرت و بجاية، ناهيك عن وضعية الطرقات الوعرة التي تحتاج إلى المتابعة و التزفيت وإعادة التهيئة من حين إلى آخر باعتبارها منطقة جبلية وعرة , فرغم خضوع طرقاتها في وقت سابق إلى أشغال التزفيت والتعبيد التي قضت على مشاكل المواطنين ومتاعب الأوحال والحفر التي تظهر مع كل تساقط للأمطار باعتبار المسالك ترابية بالدرجة الأولى خاصة خلال فصل الشتاء غير أن عمليات التعبيد لم تشمل جميع المسالك فالعديد منها لا تزال في حالة مزرية ولم تستفد من أشغال التهيئة والتزفيت، وفي الأخير طالب سكان قرية الزاوية السلطات المعنية، بضرورة النظر الجاد في مشاكلهم الكبيرة عن طريق تخصيص مشاريع إنمائية هادفة تنتشلهم من الوضعية الصعبة التي يعيشونها، والتي انعكست سلبا على حياتهم ودفعت غالبيتهم إلى الهجرة نحو المناطق والمدن المجاورة كمدينة دلس، بحثا عن مناصب عمل جديدة وحياة كريمة.