تزامنا مع تزايد هجمات مليشيات جماعة (الحوثي) -الشيعية المدعومة من طهران- على المناطق السعودية مع الحدود اليمنية والأنباء التي تتوارد عن هجوم برّي على المملكة، نشر موقع (14 مارس) اللّبناني تقريرا يكشف عن خطّة أعدّتها طهران لتقسيم السعودية عبر إنشاء (مجلس علماء الشيعة) كخطوة في طريق التقسيم، حسب ما أفادت مصادر مطّلعة على الشأن الإيراني. كشفت المصادر عمّا وصفته ب (التكليف الشرعي من الولي الفقيه) موجّه إلى بعض رجال الدين الشيعة في السعودية المؤتمرين والتابعين لإيران بتأسيس مجلس علمائي يضمّهم جميعا، حيث يكون نواة لحراك أكبر في القريب العاجل. وتشير المصادر إلى أن مجالس مماثلة أسّست في لبنان قبل ظهور (حزب اللّه) -الشيعي- ومن ثَمّ في البحرين قبل ما سمّي ب (انتفاضة اللؤلؤة)، حيث يعمل حاليا على تطبيقه في السعودية وبعد ذلك سيطبّق في كلّ من دول (الإمارات) و(الكويت) و(قطر). * أهداف المجلس تسعى طهران عبر هذا المجلس إلى تحقيق جملة أهداف على رأسها توحيد صفوف رجال الدين الشيعة ومن ثَمّ مدّهم بأسباب القوّة واستعمالهم لتحقيق مشروعها، كما تسعى للتعلّم من تجربتها في العراق حين تأسّست عدّة جماعات شيعية هناك، ما أدّى إلى ما يشبه النّزاع بينها، لذا هي تريد خلق قوّة شيعية موحّدة في السعودية محصورة الولاء لها، وبهذا تقضي على أيّ تنوّع داخل الطائفة الشيعية في السعودية، حسب ما أوضحت المصادر. ويأتي الإصرار الإيراني على تأسيس المجلس ضمن خطّة خلق نواة دينية وسياسية كرأس حربة في خاصرة المملكة من دون أن يكون الهدف تمثيل الشيعة هناك والتعبير عن مطالبهم. كما يتمثّل الهدف الرئيسي للمجلس في انفصال المنطقة الشرقية بدعوة التهميش للشيعة، ومن بعدها يتمّ طرح مسألة جمعها ووصلها بالبحرين، حيث أن إنشاء المجلس سيمهّد لتظهير شخصية مستقلّة لأبناء المنطقة الشرقية للمملكة بعيدا عن حسّ المواطنة. وعلى مستوى آخر يتمّ استغلال التفجيرات الانتحارية التي طالت مساجد في (القديح) و(الدمام) وقبلها (الدالوة) من أجل تجيير حالة النقم والتضامن في آن لتمرير مثل هذا المجلس. ويوضّح تقرير الموقع اللبناني أن طهران أوكلت متابعة هذا الملف بشكل مباشر لمجموعة لبنانية من (حزب اللّه) على رأسها (علي دعموش) و(أكرم بركات) المسؤولين عن ملف العلاقات الخارجية في الحزب، وأيضا مجموعة أخرى من البحرين على رأسها (حسين النجاتي) و(محمد العبيدان) الذي شغل سابقا منصب رئيس محكمة الأوقاف والمواريث الشيعية ب (القطيف). * لغز هجمات الحوثيين حول هجمات جماعة الحوثي المدعومة من إيران على المناطق السعودية مع الحدود اليمنية، قال المفكّر الإسلامي والخبير الإعلامي الدكتور (ياسر عبد التواب) عبر حسابه الرسمي على (الفيسبوك): (أنباء متداولة على صفحات الجهاديين بأن هجوما بريا من الحوثيين بدأ على البلدات السعودية المتاخمة لليمن مع نزوح جماعي لسكّانها ووسط تكتّم إعلامي)، وأضاف: (بجانب إفشال عاصفة الحزم وتنكّبها عربيا ودوليا واستخفاف إيران وتوعّد بعض قادتها باحتلال مناطق الشيعة وتلميحهم باحتلال الحرمين وتمرّد السكّان في البلدات الشعبية، إلى درجة قُتل شباب سُنّة بها، وإلى جانب وثائق (ويكيليكس) المهرّبة في هذا الوقت بالذات، فهل بدأ تقسيم السعودية؟). يشار إلى أن الحدود السعودية تشهد منذ بدء (عاصفة الحزم) في ال 26 من مارس الماضي حالة من التوتّر إثر مواجهات مستمرّة بين حرس الحدود السعودي ومليشيات جماعة الحوثي التي قصفت أكثر من مرّة منطقتي (جازان) و(نجران) داخل السعودية.