على وقع تقارير (تنفخ) التنظيم وانحصار ميداني لعناصره - اِنطلق الموسم الثاني من سلسلة (داعش الجزائر) بعدما وضعت تقارير أجنبية حديثة الجزائر على رأس البلدان المرشّحة للاختراق من قِبل عناصر التنظيم الإرهابي خلال العام الثاني من إعلان (الخلافة المزعومة) وبالمقابل تثبت المعطيات الميدانية تراجع أخطار هذا التنظيم المنفوح إعلاميا أمام استراتيجية أمنية عالية المستوى تطبّقها بصرامة مختلف الأسلاك الأمنية المتمرّسة في مكافحة الإرهاب وهي استراتيجية يتواصل تجسيدها بهدف تحصين الجزائر ضد (داعش) وأخواتها. بعد دخول دولة الخلافة الإسلامية (المزعومة) المعروفة إعلاميا ب (داعش) عامها الثاني نشرت صحيفة (الديلي ميل) البريطانية خريطة توضّح الدول التي من المتوقّع أن تكون هدفا مقبلا للتنظيم الدموي ويقوم باختراقها على غرار سوريا والعراق وكانت في مقدّمتها دول شمال إفريقيا وهي (الجزائر مصر تونس والمغرب) بالإضافة إلى (إيران واليمن والمملكة السعودية وتركيا ودول أفغانستان والفلبين وباكستان) ومع تفجيرات تنظيم الدولة (داعش) في تونس والكويت والصومال واليمن وهجوم في فرنسا واغتيال النائب العام المصري رفعت الجزائر من استعدادها الأمني واستنفرت قوّاتها الشرطية والجيش لمواجهة المخاطر الأمنية وتأمين حدود البلاد من هجمات (داعش) والجماعات الإرهابية المتوقّعة في ظلّ الصراع الدائر في ليبيا والأوضاع الأمنية في مالي رصد خلايا نائمة ألقت قوّات الأمن القبض على خلية تتكوّن من 17 شخصا في بلدية (بوغني) بولاية تيزي وزو يشتبه في أن لهم ارتباطا بتنظيم (داعش) في سوريا وذكرت تقارير إعلامية أن المعتقلين يرتبطون بعناصر من تنظيم (داعش) ويعملون على تأسيس نواة للتنظيم في المنطقة بعد فشل تنظيم (جند الخلافة) الموالي لتنظيم الدولة في بلوغ أهدافه ومقتل أغلب عناصره على يد اليد الجيش الوطني وأمر قاضي التحقيق لدى محكمة ذراع الميزان بإيداع الموقوفين الحبس المؤقّت في انتظار إحالة أوراقهم على المحاكمة والذين وجّهت لهم تهم تقديم السند والدعم لجماعة إرهابية وعدم التبليغ عن إرهابيين. وحسب التحقيقات الأوّلية فإن المجموعة عملت لوقت لفائدة مجموعات مسلّحة في أعمال تجسّس على تحرّكات أفراد الشرطة والجيش وإسناد المتطرّفين بالمؤونة والألبسة بحكم أنه لم تكن لهم سوابق قضائية وتعتبر هذه الخلية التي تمّ وضع حدّ لنشاطها من أكبر الخلايا المفكّكة في منطقة القبائل حيث تتراوح أعمار المجموعة بين 19 و27 عاما وهم من شباب منطقة (بوغني) استنفار على الحدود رفع الجيش الشعبي درجة التأهّب على طول الحدود التونسية-الجزائرية على مسافة بطول 1000 كيلومتر وصولا إلى مثلّث الحدود التونسية اللّيبية الجزائرية على خلفية الاعتداء الإرهابي الذي استهدف فندقا سياحيا في مدينة سوسةالتونسية وعزّز الجيش تواجده في الشريط الحدودي مع تونس بنشر 25 ألف جندي ويأتي هذا الانتشار بعد العملية الإرهابية التي استهدفت مدينة سوسة وخلّفت 39 قتيلا الجمعة الماضي خطوة تأمين الحدود الشرقية مع تونس أعلنها الجيش ضمن سلسلة إجراءات أمنية اتّخذتها القيادة الجزائرية استباقا لأيّ عملية إرهابية أخرى أبرزها تركيز كاميرات حرارية متطوّرة ب 60 برج مراقبة لرصد التحرّكات المشبوهة تغطّي كلّ منها مسافة 3.5 كيلومتر إلى جانب ملاحقة 30 حسابا مشبوها عبر (تويتر) و11 حسابا على (الفايس بوك) وتساعد الجزائر القوّات التونسية المقدّرة ب 5 آلاف جندي والمتواجدة في الحدود التونسية اللّيبية على مواجهة خطر تسلّل الإرهابيين المنتمين إلى التنظيمات الإرهابية النشطة في ليبيا والتي قد تنتهز فرصة شهر رمضان للتسلّل إلى داخل التراب التونسي استراتيجية أمنية طوّرت الجزائر منظومتها الدفاعية الداخلية في إطار محاربة الإرهاب بشكل متسارع منذ سنوات وصارت تتبنّى منظومة عصرية مشبعة بدرجة عالية من التكنولوجيا وتعاني المجموعات الدموية في منطقة القبائل حصارا لأزيد من 12 شهرا من قِبل قوّات الشرطة والجيش التي عزّزت تواجدها هناك منذ مقتل الرعية الفرنسي (هيرفي غوردال) على يد (جند الخلافة) ذبحا يوم 26 سبتمبر الماضي وقتلت قوّات الجيش 25 إرهابيا يتبع تنظيم الدولة في أكبر عملية أمنية يقوم بها الجيش الوطني منذ عقدين يوم 15 ماي المنقضي قلق حزبي وتطمينات حكومية ترسل الحكومة تطمينات بخصوص قدرة الجيش والشرطة على مواجهة المتغيّرات الأمنية المتعلّقة بالإرهاب حتى وإن كانت حدودها تشهد توتّرا أمنيا غير مسبوق غير أن عبد المجيد مناصرة رئيس (جبهة التغيير) يرى أن هذه الخطابات غير واقعية وقال في مؤتمر خصّص لبحث انعكاسات الهجوم الإرهابي على منتجع سياحي بتونس على الجزائر نشّطه أوّل أمس: (لا ينبغي الانسياق دائما وراء خطاب أن الجزائر بخير وهي ليست تونس أو ليبيا أو غيرها من مناطق التوتّر بل ينبغي أن يطرح دوما سؤال: هل الجزائر محصّنة من الإرهاب؟) وأوضح مناصرة أن (عملية تيفنتورين في جانفي العام 2013 وقتل الرعية الفرنسي هرفي غوردال وجهان لإرهاب معولم وليس محلّيا وبالتالي أولى هذه الأساسيات بالنّسبة للجزائر هي أن المنطقة كلّها مستهدفة ومهدّدة بالتقسيم خصوصا شمال إفريقيا عن طريق رؤى استراتيجية وأمنية)