بقلم: محمد قروش ما فعلته عصابات ما يسمى ب (داعش) في تونس يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هذا التنظيم الشيطاني الذي يدعي الإسلام والجهاد ما هو إلا تجمعا إرهابيا لمجموعة عصابات ليس لها أي صلة بالإسلام والمسلمين. فهذا التنظيم الذي يجمع كثير من المحللين والملاحظين على أنه ولد لقيطا في مخابر الموساد أو (السي أي أي) أو إيران -حسب ما يحاول كل طرف إثبات حقيقته- هو سرطان فظيع زرع في جسد الأمة الإسلامية من أجل نخر وتدمير ما تبقى من جسدها ورميها جثة هامدة تتقاسمها أمريكا وإسرائيل وأوروبا. وقد نجح هذا التنظيم إلى حد الآن في تنفيذ خططه بإحكام نتيجة تخطيط مدبريه الذين يتحركون من وراء ستار أبراجهم العالية في تحقيق مخططات رهيبة، كان أبرزها تفتيت الثورة السورية والقضاء عليها وتمكين إيران من الاستيلاء على باقي الشريط السُنّي في سوريا والعراق وجعل إسرائيل تعيش طمأنينة كبيرة عبر حدودها وإدخال العرب والمسلمين في دوامة تحالف غربي سينتهي بتقسيم كل الدول العربية والتمكين لدولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، لكن الأخطر من ذلك هو تشويه الإسلام والمسلمين وجعلهم فريسة طريدة في كل أنحاء العالم. لكن هذا المرض الخبيث لم يكتف بذلك، بل تحول اليوم إلى يد ممتدة للضرب في أي مكان من العالم العربي والإسلامي فقط، ونقول (فقط) لأن هذا التنظيم منذ ولادته لم يطلق رصاصة واحدة اتجاه إسرائيل أو حلفائها، بل وجه كل صواريخه وسيوفه ضد رقاب العرب والمسلمين. والسؤال كيف يعقل أن تمتد أياديه وأذرعه إلى تونس هذا الأسبوع بتفجير خطير وسط عاصمتها رغم أن تونس تبعد عنه مسافة 4000 كيلومتر بينما بعده عن حدود إسرائيل لا تتجاوز 500 كيلومتر؟ وكيف أن أيادي هذا التنظيم أصبحت تستهدف فقط الدول التي تعيش استقرارا نسبيا عن طريق تهديدها وتوعدها؟ ولماذا إسرائيل تتربع أمامه في أمان وضمان دون أن تطالها قذائفه وقنابله؟ وكيف أن أمريكا ومن ورائها تحالف أكثر من 40 دولة بطائراتها وأقمارها الصناعية وجواسيسها لم تستطع زحزحة هذا التنظيم قيد أنملة عن مواقعه. كل هذه الإشارات تؤكد أن هذا التنظيم ولد من أجل تحقيق ما عجزت عنه إسرائيل وأمريكا لضرب استقرار الدول العربية وتشديد سيطرة الغرب على مواردها بذريعة الحماية في انتظار مشروع التقسيم الكبير الذي لا يخفيه الغرب وإسرائيل، لكن العرب والمسلمين ما يزالون مخدوعين يتراكضون وراء أمريكا والغرب التي تعد هي المستفيد الأول مما يحدث في عالمنا اليوم.