بقلم: محمد قروش كمّية الأسلحة والمتفجّرات التي تحجز يوميا من قِبل عناصر الجيش الشعبي الوطني عبر مختلف المواقع والحدود دليل خطير على أن هناك نوايا سيّئة مبيّتة للجزائر تقف وراءها وتنسّق عملياتها وأهدافها الدموية عدّة أطراف يزعجها اِستقرار الجزائر ووحدتها. فلا يكاد يمضي يوم دون أن نسمع عن ضبط واكتشاف مخابئ للأسلحة وبكمّيات ضخمة مهرّبة من دول الجوار، وهو مؤشّر في غاية الخطورة قد يؤدّي إلى نتائج كارثية في حال وقوعها بين أيدي أعداء الاستقرار والوحدة الوطنية وما أكثرهم من المتآمرين في الداخل والحاقدين في الخارج وحلفائهم من العناصر الإرهابية والدموية الخطيرة. لا يخفى على أحد أن الجزائر ومنذ اندلاع ثورات الربيع العربي كانت ضمن مخطّط الدول المستهدفة، والتي أصبحت تعيش اليوم انهيارا أمنيا وحروبا أهلية مثل اليمن وسوريا والسودان والعراق، وهو المخطّط الذي كان يهدف إلى إشعال فتيل حروب أهلية داخلية ونزاعات جهوية من أجل تقسيم هذه الدول وإخضاعها لمخطّطات طائفية ودينية وعرقية خطيرة. وقد نجحت هذه المؤامرات في دول كثيرة، لكنها فشلت في الجزائر بسبب يقظة وتماسك قواها وتوحّدها وتفويت الجزائريين لكثير من الفرص على أصحاب هذه المخطّطات الجهنّمية التي لا يخفيها عرّابو الفتن والنزاعات العالمية. تضاف إلى ذلك مخاطر النّزاعات الجهوية التي اِشتعلت قرب الحدود الجزائرية الشرقية والجنوبية في مالي وليبيا، والتي فرّخت كثيرا من الجماعات المسلّحة وتجّار الموت، وكذا المخطّطات والنوايا الشيطانية المغربية التي أصبحت واقعا حقيقيا لا يخفيه المخزن والهادفة إلى زعزعة استقرار الجزائر وتخريب اقتصادها وأمنها. إن نجاة الجزائر من كثير من مخطّطات الفوضى والتقسيم في ظروف دولية عصيبة كان معجزة كبيرة بالنظر إلى ما حدث في كثير من الدول الأخرى، غير أن ذلك لم يمنع دعاة القلاقل والفتن والحروب الأهلية من تكرار محاولاتهم المستميتة من أجل استغلال أيّ فرصة سانحة لتقويض اِستقرار البلاد، لذلك فإن محاولات إغراق البلاد بالأسلحة والمتفجّرات يعدّ حلقة أخرى من هذا المخطّط الخطير الذي يجب الوقوف بحزم في وجهه لحماية البلاد من المخاطر المحدقة بها وقطع الطريق أمام المتآمرين الذين يقلقهم استقرار الجزائر ويزعجهم دورها في حلّ كثير من النّزاعات المحيطة بها مثل ليبيا ومالي وحنكتها في محاربة الجماعات الإرهابية لسنوات طويلة، وهو ما يستدعي تضافر كافّة القوى من أجل تشديد اليقظة الأمنية والحسّ الوطني للحفاظ على أمن البلاد واستقرارها.