ماء الزهر أو كما يفضل الجزائريين تسميته (المزهر) هذا الماء المعطر بنكهة الورود لطالما رافق العاصميين في كل تفاصيل مطبخهم ولعل من أكثر استعمالاته التي غابت في أيامنا هذه نوعا ما هو وضع بضع القطرات منه في القهوة ليكسبها ذوقا فريدا وهذه العادة ورثها العاصميون عن العثمانيين الذين لطالما اشتهروا برقيهم الحضاري وذوقهم الرفيع في كل المجالات تقول الحاجة دوجة عن القهوة بماء الزهر إن ذوقها لا مثيل له فقد كانت تقدم في القدم للأشخاص الكبار في السن (البركة) وللأشخاص الذين يملكون مكانة مرموقة في العائلة فقد كانت تمثل رمزا للاحترام كما أنها كانت ترافق الأفراح والمناسبات السعيدة للعائلات الجزائرية تكمل الحاجة دوجة حديثها وهي تتحسر على أيام الماضي أين كانت تعد ماء الزهر بنفسها مع أفراد عائلتها في البيت فقد كانت هذه عادة أصيلة عندهم وتقام في كل موسم لاسيما في رمضان أين نرفق قهوة السهرة الرمضانية بقطرات من ماء الزهر فنستمتع بذوق الزهور وعبقها الزكي في القهوة حقا كانت هذه واحدة من العادات التي تدل على الذوق الرفيع للجزائريين في تلك الفترة الذي غاب منه الشيء الكثير في وقتنا الحالي لكن لازالت بعض العائلات تتمسك بتلك العادة الحميدة.