خلال أيام رمضان المبارك يتغيّر نظام حياتنا سواءً مواعيد تناول المأكولات أو حتى مواعيد النوم والاستيقاظ بحيث يقضي الصائم معظم ساعات النهار نائماً لتأتي ساعات الليل وتبدأ السهرات الرمضانية العائلية أو الجلسات الرمضانية مع الأصدقاء وبالتالي تتأخّر مواعيد النوم إلى ما بعد صلاة الفجر. لكنّ هذا التغيير قد يضرّ بصحتنا فقلة النوم في الليل خلال رمضان تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب هذه الاضطرابات تسبّب أيضاً غياب التركيز وكثرة النسيان وصعوبة في استرجاع المعلومات والصداع الشديد خلال ساعات الصوم وحتى اضطرابات في هضم المأكولات كما أنّ قلة النوم تسبّب التوتر والقلق. وتشير الدراسات العلمية أيضاً إلى أنّ قلة النوم قد تسبّب زيادة في نسبة الدهون في الجسم وتقضي على الكتلة العضلية التي تمنح الجسم النشاط والشكل الجذاب. لذلك يجب التخفيف من السهرات الرمضانية الطويلة وتخصيص وقت للنوم في ساعات الليل خلال الشهر المبارك. النوم بعد صلاة التراويح مباشرة ثم الاستيقاظ لتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر أمر يساعد في الحصول على الراحة الجسدية والذهنية خلال أيام الصوم. كما أنّ هذه الطريقة تسهم في حماية صحتك من الأمراض وتخفّف من توترك وعصبيتك وتزيد تركيزك وتساعد في تنظيم شهيتك بشكل أفضل. وتشير الدراساتُ إلى اختلال نظام النوم عندَ الكثير من الصائمين في رمضان. ولكن هذه بعضُ النقاط التي يُرجى أن تساعدَ على إعادة النوم لطبيعته.
عدم التأخر في النوم وتجنب السهر إنَّ اعتياد البعضَ السهرَ في ليالي رمضان المباركة سلوكٌ في غاية السوء ولو أنَّهم سهروا قياماً رُكَّعاً سُجَّداً لقلنا إنَّ ما يحصِّلونه من القوَّة الإيمانية سيعوِّض الضررَ الحاصل لهم لكنَّهم يسهرون على أحاديث وأكل ونظر للقنوات! ثمَّ قد ينامون قليلاً يستيقظون بعدَه مُكرَهين للسُّحور وصلاة الفجر وقد يعجزون عن الاستيقاظ فلا يقوموا إلاَّ بعد اقتراب موعد الدوام فيقوموا مُثقَلين منهكين فتُضرَب ساعةُ النوم لديهم ويُصابون بالكسل والإعياء وتعتريهم العصبيَّةُ والتوتُّر فبالله عليكم كيف يستفيد هؤلاء من رمضان. نموذجٌ مقترح لنوم صحِّي النصيحةُ الذهبية هي أن نسيرَ على الطريقة القديمة في رمضان قبلَ اختراع الكهرباء والمصابيح التي جعلت ليلَ الناس نهاراً! فبعدَ صلاة التراويح يقضي المرءُ ما يحتاج إلى قضائه ثمَّ لا تأتي عليه الساعةُ الحادية عشرة أو الثانية عشرة إلاَّ وقد نام فإذا قرب الفجرُ قام للسحور وصلاة الفجر. وبعدَ الفجر إن أحبَّ أن يبقى في مُصلاَّه يذكر اللهَ حتَّى تطل الشمس فهذا في غاية الحسن والأجر ثمَّ يعود لبيته ينام قليلاً قبلَ بدء موعد الدراسة أو العمل فإذا رجعَ من عمله ووجد من نفسه كسلاً غفا قليلاً بما لا يزيد على نصف ساعة أو ساعة واحدة على الأكثر لأن فترة نومه لو طالت فهي التي ستغريه بالسهر في الليل ولو وجد الصائمُ من جسمه أنَّه إذا غفا هذه القيلولة طار عن النوم ليلاً فليدعها!. إنَّ كثرةَ النوم حرمانٌ من طاعات رمضان فوقتُ رمضان ثمين ولا يأتي إلاَّ مرَّةً واحدة في السنة فلنعمِّره بالقرآن والذِّكر والصلاة والصدقة وزيارة الأرحام جرِّب هذا النظامَ وستجد لأيَّام رمضان ولياليه طعماً آخر.