مع حلول شهر رمضان المبارك، تتغيّر عادات الناس، ولعلّ أبرز ما يشمله هذا التغيير هو موعد النوم، خصوصاً أنّ الشهر الكريم يتزامن والعطلة الصيفيّة، ومن المعلوم أنّ للسهر آثاراً ضارّة على الجسم. وبخلاف الاعتقاد السائد، يؤدّي الصوم إلى زيادة الوعي واليقظة ، حسب البحوث، أمّا ما يشكو منه البعض من زيادة النعاس في النهار، فقد يُعزى إلى التغيّر المفاجئ في مواعيد النوم والاستيقاظ والتغيّرات في إفراز "الميلاتونين" أو "هرمون الظلام"، أو تغيّر المزاج، ما يؤثّر على النوم. وينتج عن السهر في رمضان نقص في عدد ساعات النوم خلال الليل، وذلك بسبب تأخّر وقت بدء العمل ونشاط المحلات التجاريّة حتى ساعة متأخّرة من الليل، وكذلك تعدّد المسلسلات التي تعرضها القنوات الفضائيّة واللقاءات الاجتماعيّة بين الأقارب والأصدقاء ، من دون إغفال موعد مباريات "المونديال"...ما قد يسبّب الخمول والنعاس وتعكّر المزاج خلال النهار، والنوم نهاراً للتعويض. ومن المعلوم أنّه تنتج عن تغيّر نمط ومواعيد ونوع الأكل، بصورة مفاجئة، من النهار إلى الليل خلال رمضان، زيادة عمليّات إنتاج الطاقة (الأيض) خلال الليل، ما قد يؤدّي إلى زيادة درجة حرارة الجسم ، وهذا قد يؤثّر على الإيقاع اليومي لحرارة الجسم، ويؤخّر النوم، فدرجة حرارة الجسم تنقص حوالي نصف درجة مئويّة قبل النوم في إيقاع يومي مستمرّ، ما يساعد على النوم، ولكن نتيجة لزيادة الأكل في رمضان خلال الليل، قد ترتفع درجة حرارة الجسم ليلاً، ما يؤدّي إلى زيادة النشاط وعدم الشعور بالنوم خلال الليل. ويتبع ذلك خلال الصوم، انخفاض درجة حرارة الجسم أثناء النهار والشعور بالنعاس. لذا، فإن تأخّر النوم الناتج عن الأكل سببه أنّ الكثير من الناس في رمضان يحاولون النوم بعد وجبة ثقيلة وهذا خطأ، فتنظيم الأكل في الليل يحسّن النوم.