على بعد أسابيع من الدخول المدرسي الجديد مشروع ترميم المؤسسات التربوية بالعاصمة يتبخر
رفعت لجنة التربية والتعليم العالي و التكوين المهني للمجلس الشعبي لولاية الجزائر منذ شروعها قبل أزيد من سنتين في خرجات ميدانية لمعاينة واقع المؤسسات التربوية العديد من التقارير التي كشفت عن سوء تسيير ملف ترميم هذه المؤسسات و تجهيزها حسب ما أكده رئيس اللجنة السيد محمد ديلمي الطاهر. وأوضح السيد ديلمي أن العروض التي قدمها مدراء التربية الثلاث لولاية الجزائر ( شرق-غرب -وسط) لأعضاء اللجنة الولائية للتربية هذا الأسبوع و المتضمنة حصيلة الموسم الدراسي المنصرم وتحضيرات الموسم المقبل تؤكد ما كشفت عنه تقارير اللجنة سابقا حول وجود نقائص عدة فيما يخص ترميم المؤسسات التربوية و تجهيزها. وتعرف عمليات ترميم المؤسسات التربوية في الطورين المتوسط و الثانوي بالولاية لاسيما التابعة لمديرية التربية (شرق) تأخرا كبيرا في الإنجاز فيما لم ينطلق بعضها بعد بسبب عراقيل إدارية مختلفة رغم توفر الأغلفة المالية المخصصة للعملية. ولا تشكل الاعتمادات المالية عائقا أمام تجسيد مشاريع جديدة في قطاع التربية بولاية الجزائر أو ترميم الموجود منها وتجهيزها وفقا لتصريحات مدير التربية غرب السيد عبد الوهاب قليل أو مدير التربية شرق مخالدي اليمين خلال لقائهما بأعضاء لجنة التربية. ويتمثل الإشكال الذي تسبب في تعطيل حركية مشاريع القطاع بالولاية في (الإجراءات الإدارية و تكرار إلغاء الصفقات المعلن عنها لعدم جدواها ولتراكم البرامج المسجلة و التي يعود بعض منها لسنة 2010 بسبب غياب الوعاء العقاري لاحتضان المشاريع الجديدة). ولتدارك هذه النقائص لجأت مديرية التربية غرب لاعتماد إجراء عدم مركزية المشاريع الواجب تنفيذها و تكليف رؤساء المؤسسات التربوية أنفسهم بمشاريع الترميم والتجهيز بدءا من إعداد دفاتر الشروط الى الإنجاز بالتعاقد مع مكاتب دراسات مختصة وهو ما سمح حسب المدير عبد الوهاب قليل في تدارك العجز الذي كان حاصلا. وتبقى مع ذلك مديرية التربية غرب مخولة بمتابعة المشاريع والإشراف عليها من خلال توفير التمويل المالي فيما يبقى مدراء المؤسسات أول المسؤولين على حسن سير عمليات الإنجاز. وأوضح السيد قليل أن اتخاذ هذا الإجراء كان لا بد منه بالنظر الى الضغط الحاصل بمؤسسات المقاطعات الغربية للولاية والتي تتطلب الإسراع من وتيرة الإنجاز والترميم والتوسعة بتلك المؤسسات تحسبا للموسم الدراسي الجديد (2015-2016) و الذي سيعرف عودة العمل بنظام الدوامين بأربع بلديات هي العاشور و الدرارية وأولاد الشبل وعين البنيان. من جهته طالب السيد ديلمي وأعضاء لجنة التربية مدراء التربية لناحيتي الشرق والوسط اعتماد الإجراء الذي بادرت إليه مديرية التربية غرب لتسريع وتيرة الترميم وتفادي القيام بأي أشغال خلال الموسم الدراسي المقبل تجنبا لإزعاج التلاميذ ومعلميهم كما يحصل غالبا. وقال السيد مخالدي لمين مدير التربية غرب أن اعتماد هذا الإجراء بالنسبة لناحيته لن يكون أمرا سهلا لأن العديد من مشاريع المديرية التي تعود لسنة 2010 والخاصة بإنجاز مؤسسات جديدة لا زالت معطلة والأموال المخصصة لها لم تستهلك بعد وتتطلب أن تتكفل بها مديرية التربية ولا يمكن إحالتها إلى مدراء المؤسسات التربوية. فيما أكد ممثل مدير التربية لناحية الوسط السيد غازي الحاج أن المديرية ستفكر جديا باعتماد هذا الإجراء لاسيما بعد توصيات أعضاء اللجنة التي أكدت مدى نجاعته. وبين النقاش الذي جمع المدراء بأعضاء اللجنة وجود هيمنة عدد من المقاولين على مشاريع القطاع بالولاية إذ يقتصر تعدادهم على أربع الى خمس مقاولات تكون لها دائما أفضلية الفوز بالصفقات المعلن عنها. كما تم الكشف عن تلقي المجلس الشعبي الولائي في سنوات ماضية لتقارير مغلوطة عن واقع المؤسسات التربوية تشير أن الأمور تسير بشكل جيد إلا أن الزيارات الميدانية كشفت عن صور كارثية لا توفر الشروط البيداغوجية المعمول بها لنجاح العملية التربوية والتعليمية.