أثار تصريح كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية المقيمة بالخارج السيد حليم بن عطا الله حول ظاهرة زواج الجزائريات بالأجانب عن طريق الانترنت اهتماما كبيرا في أوساط نسبة هامة من الفتيات الجزائريات، خاصة من اللواتي تربطهن علاقة مباشرة بالموضوع، ممن لهن بعض المعارف والأصدقاء أو العلاقات الشخصية، بعدد من الشبان العرب عبر الشبكة العنكبوتية، سيما ممن كن يفكرن في تطوير الأمور إلى حد الارتباط، قبل أن تأتي تصريحات الوزير، التي تناقلتها الكثير من أجهزة الإعلام، لتنسف كل أحلامهن، وتعيدهن إلى ارض الواقع، من دنيا الأحلام الوردية، وقصص الحب الخيالية، التي لطالما تتبعنها من خلال الدراما المصرية والسورية، واعتقدن أنها قد تكون موجودة فعلا هناك، وقد بعثت الأرقام التي كشف عنها السيد الوزير قبل نحو أسبوعين عن مدى تفشي ظاهرة زواج الجزائريات من الأجانب، خاصة عبر الانترنت، الخوف في قلوب الكثيرات ممن لهن علاقة مباشرة بالأمر، خصوصا عندما كشفت ذات التصريحات أن أغلبية هؤلاء النساء قد وجدن أنفسهن في واقع مغاير ومزري، تماما لما كن يتوقعنه، أو يحلمن بوجوده، أو صوره لهن شركاؤهن من الدول العربية الشقيقة. وفي هذا السياق قالت بعض الفتيات، ممن استسقت "أخبار اليوم" آراؤهن في الموضوع، أنهن تلقين في الكثير من المرات طلبات وعروض زواج من بعض الشباب الذين تعرفوا عليهم عبر الانترنت، وأنهم قد أثاروا إعجابهن بكلامهم المعسول والمنمق، وأحاديثهم الكثير عن جمال بلدانهم، وعن قدرتهم على جعلهن يعشن حياة سعيدة، فيصورن لهن الحياة هنالك في بلدانهم، تماما مثلما يرونه في الأفلام والمسلسلات، وقالت إحداهن أن الأمور بينها وبين شاب سوري فقد تطورت كثيرا، إلى درجة أنها قد اعتقدت انه لا يمكنها مطلقا العيش بدونه، ولذلك فقد قبلت عرضه للزواج، خاصة وأنها لم تجد فيمن تقدموا إليها هنا من شبان جزائريين، ما وجدته فيه، من مشاعر جياشة وفياضة، وعبارات عذبة ورقيقة، وقصور من الأحلام والأوهام التي عيشها فيها أشهرا طويلة، غير أنها قالت أن الموضوع الذي طالعته عبر صفحات الجرائد حول هذه الظاهرة، والقلق الكبير الذي أبدته السلطات الجزائرية اتجاه ذلك، قد جعلها مترددة، وجعل أهلها يرفضون الفكرة من أساسه، ويفضلون تزويجها لشاب بسيط جدا هنا في الجزائر، على أن تكون زوجة لشاب لا يعرفون عنه شيئا يذكر، إلا ما قدمه من معلومات عن نسه عبر الانترنت، نسبة كبيرة منها قد تكون خاطئة ومغلوطة. وحسب نفس التصريحات الرسمية، فإن غالبية عروض الزواج التي تأتي عن طريق الانترنت أو من خلال رعايا عرب مقيمين في الجزائر تنتهي بماس اجتماعية، بعد أن تجد الزوجة الجزائرية عند انتقالها إلى الدولة التي يقيم فيها زوجها، واقعا مغايرا تماما لما توقعته، وتجد نفسها في ظروف اجتماعية مزرية، تضطرها أحيانا إلى اقتحام سوق العمل أو طلب المعونة من الجزائريين المقيمين في تلك البلاد، فيما أشارت تقارير أخرى إلى وجود حالات زواج جزائريات من شيعة وأكراد دون أن يكن على علم بذلك، مع كل ما تحمله الظاهرة من أبعاد خطيرة. فهل يمكن أن تقلل التصريحات السابقة، من هذه الظاهرة، أو تجعل الكثير من الفتيات اللواتي رحن يبحثن عن فرسان أحلامهن، عبر الشبكة العنكبوتية، يتراجعن عن ذلك، ويرضين بنصيبهن هنا في الجزائر.