بقلم: محمد بابا يا بني وأنتَ لما تبلغ بعد منتصف عامك الثاني فقد سررتُ أيما سرور وأنا أراكَ تُلاعب المطر في مقطع فيديو أثير وصلني مُحملاً برائحة الأهل والأرض والبلاد شممته عطراً كما شم يعقوب ريح يوسف. يا ولدي سعدتُ أيما سعادة حينما رأيتك تمسك بأناملك قطرات الماءِ وتفتها في راحتك الصغيرة لآلئ تبعث البهجة في قلبك وتنثرها نجمات في الهواء. يا بني أعلم أن المطر عالمٌ جديد بالنسبة لك لكن كيف أقرب لك الصورة عن دهشة الرذاذ في صبواته الأولى دعني أشرح لك الأمر بشكل مُباشر فكن على دراية أن اكتشافك الأول للمطر مثل الاكتشاف الأول للمرأة فكما المطر صادقٌ وشفافٌ هي صادقة الحب نقية الإحساس كهطول السماء حين تنز بالرذاذ دفقُ قلبها بردٌ وسلامٌ ندي الشعور فائح الشذا. يا ولدي المرأة أماً وأختاً وزوجةً حبيبةً وبنتاً غمامة يُمن وخير وغيثٌ وطالعُ سعد حين تسح تروي الحياة كما تروي قطرات المطر الأرض العطشى. يا ولدي سعيد وأنا أرى الآن ابتهالاتك وصلواتك أمام صبيب السحاب وفرحك الصبياني الغامر بهذا العالم المُدهش الغريب الذي تكتشفهُ لأول مرة فاعلم يا بني أن ذلك الصبيب السخي يشبهُ عطاء النساءِ وكرمهن وسخاءهن فاحترمهن شفافيتهن تشبه نقاء الماء أيضاً فصافهن وارفق بالقوارير ارفق بهن يا بني فهن الدررُ يومضُ سناهن أنقى من البرق إن أحببن وأعذب صوتاً من ترانيم الرعد ودندناته إن بُحن فاحترمهن يا بنيّ هن التاجُ وتلطف وصن بريق اللؤلؤ. المرأة شمس مشرقة مضيئة بعد الطل وعشب ندي مبلول رحمة من السماء عارضٌ وسميّ كصيب لطيف ليس فيه برقٌ ولا رعد قوس قزحي تشكل بعدهُ فنثر فصوصاً زانت جبين الأفق. النساءُ شقائق الخصب والجمال فاسقهن وتعهدهن بالرعاية والإكرام زهوراً برية ناعمة إن أحسنتَ لهن رأيت كما ترى الآن وجه الطبيعة في ثوبه القشيب ووجهه البهي واعلم أن الدنيا بخير مادامت النساءُ بخير فلاعب المطر بشغف والمرأة دائماً بلطف وخذ الكتاب بقوة.