لم تعد حكرا على الفقراء ميسورون يقتنون ملابس الشيفون صارت محلات الثياب البالية أو ما يعرف ب(الشيفون) في الفترة الأخيرة تستهوي الباحثين عن الماركات العالمية والتميز وبأسعار جد رخيصة فقد أصبح هذا الأمر لا يقتصر على العائلات الفقيرة فقط بل حتى الميسورين وجدوا ملاذهم في هذه المحلات بالنظر إلى بخس أثمانها من أجل الظفر بماركات عالمية والظهور بمظهر مميز. ي. آسيا فاطمة في الآونة الأخيرة صرنا نشاهد محلات الثياب البالية في تزايد مستمر ولم تعد متواجدة فقط على مستوى الأسواق الشعبية بل أصبحت تنافس المحلات الراقية أيضا فالمتجول في الأحياء التجارية للعاصمة يلاحظ كيف أنها باتت منتشرة بكثرة وهي تعرض سلعا متنوعة فحتى لعب الأطفال يمكن إيجادها هناك. أصحاب الدخل المحترم يقتحمون محلات الشيفون قد يظن المرء أن التبضع من مثل هذه المحلات مقتصر على العائلات الفقيرة فقط ولكن الواقع هو أنه حتى أولئك الذين يملكون دخلا محترما يشترون من الشيفون أيضا بحيث أصبحت هذه المحلات تستقبل أشخاصا ببدلاتهم الأنيقة غير مبالين أبدا بالإحراج الذي قد يسببه هذا الفعل للبعض. ولاستفسارنا أكثر على هذا سألنا عددا من الذين التقيناهم يتجولون في هذه المحلات للاستفسار عن تسوقهم من هذه المحلات وكانت الإجابات مختلفة فقد قالت لنا السيدة يمينة إنها تجد ضالتها في هذه المحلات من حيث المقاس لأنها تملك جسما ممتلئا فهي في الغالب لا تجد ما يناسبها في المحلات فالمقاس الكبير من النادر أن تتعامل معه المحلات كلها دون استثناء حتى تلك الراقية لذا فهي تجد ضالتها في محلات (لافريب) أما جعفر وهو يعمل في أحد الشركات أخبرنا بأنه على الرغم من دخله المحترم إلا أن لا يستطيع شراء الأطقم الرجالية الكلاسيكية دائما لأنها غالية جدا لذا فهو يجد ضالته في محلات البالة وبأثمان بخسة جدا كما أنه أخبرنا بأنه يتصادف مع ملابس من ماركات عالمية جد معروفة وغالية جدا وقد يصل سعر الطقم منها لأسعار خيالية في حين أنه يجده عند محلات الشيفون بأسعار رخيصة جدا والتي تكون في حالة جيدة فيكفي أن يأخذه لمحل لتنظيف الملابس حتى تصبح جديدة. محتاجون ضالتهم ملابس الشيفون وأثناء استفسارنا عن الأسباب التي تدفع إلى اللجوء إلى مثل هذه المحلات الرخيصة تصادفنا مع هجيرة وهي امرأة تعمل في أحد المحلات المتخصصة في حلويات الأعراس قالت لنا (أنا المعيل الوحيد لأولادي الخمسة حيث أن أكبرهم يدرس في المتوسطة زوجي توفي منذ بضع سنين والجيد أنه ترك لنا البيت لأنه لولا ذلك البيت الذي يلم شملنا لكان مصيرنا الشارع الآن عائلة زوجي بعيدة عنا ولا تسأل عن أولاد ابنها الراحل أبدا أما عائلتي فهي بالكاد تقوى على إعالة نفسها وحقيقة لولا هذه المحلات التي تبيع سلعها بأثمان رخيصة جدا لما استطعت كسوة أولادي الخمسة فأنا أجد ضالتي في هذه المحلات لأنها توفر ملابس بأثمان زهيدة وبجودة جيدة وأولادي تعجبهم الثياب فأنا أجتهد في اختيار الأفضل لهم لذلك فالكل راض لحد الآن. الفايسبوك مساحة لعرض ملابس البالة وجد بعض تجار البالة وسيلة جيدة في عرض سلعهم عبر صفحات الفايسبوك وحتى عبر أشهر مواقع الأنترنت في الجزائر على غرار موقع واد كنيس فهم بذالك يستقطبون زبائن أكثر خاصة أولئك الباحثون عن بخس الأثمان والظفر بماركات عالمية وهو ما أخبرتنا به ناريمان حيث قالت لنا بأنها تتابع صفحة مخصصة في بيع الثياب المستعملة عبر الفايسبوك وبالتالي فهي تختار عبر المواقع قبل الذهاب لكي تشتري وبالتالي فهي في الغالب تجد بعض القطع التي لا تستطيع توفيرها حتى المحلات الراقية في الجزائر كما أنها قالت لنا بأن التبضع من الشيفون بات موضة الآن وذلك في مختلف بلدان العالم لأنك بكل بساطة تجد تلك السلع ذات ماركة عالمية وبكمية محددة ولذلك فهي لا تتوانى أن تقاسم شغفها بالتبضع من هذه المحلات مع رفيقاتها اللواتي يشاطرنها الرأي فهم يعتبرن ملابس الشيفون موضة شبابية وتعبر بكل بساطة عن رغبتهن الشديدة في التميز. خطر الأمراض الجلدية يحذر أطباء الجلد من هذه الملابس فهي تنقل الكثير من الأمراض الجلدية كالإكزيما ومختلف الأمراض الجلدية المعدية كما أنها حسبهم تنقل الفيروسات والأوبئة المختلفة وخصوصا إن كان أصحابها مرضى فهم بذلك ينقلون مرضهم لآخرين أصحاء وقد أكد الخبراء أن أكثر الثياب التي تنقل هذه الأمراض هي الملابس الصوفية فمن أخطر ما قد تنقله الملابس البالية مرض الجرب وكذا الإكزيما وغيرها وعلى الراغب في الاقتناء من هذه السلع سواء للمتعة أو للحاجة أن يحاول تعقيمها بغسلها على درجة حرارة جد عالية وذلك لعدة مرات وكيها بمجفف الملابس بعد ذلك لأن الواقع هو أن بعض الفيروسات تبقى بالثياب ولا تذهب حتى بعد استعمال المعقمات لذا فمن المستحسن أن يتفاداها كبار السن والرضع لأن مناعتهم أضعف.