في قوة قُهِر الهوى لذة تزيد على كل لذة ألا ترى إلى كل مغلوب بالهوى كيف يكون ذليلاً لأنه قُهِرَ بخلاف غالب الهوى فإنه يكون قوي القلب عزيزاً لأنه قَهَر. ص115 بالله عليك! يا مرفوع القدر بالتقوى لا تبع عزها بذل المعاصي وصابر عطش الهوى في هجر المشتهى وإن أمض وأرمض. بالله عليك! تذوق حلاوة الكف عن النهي فإنها شجرة تثمر عز الدنيا وشرف الآخرة ومتى اشتد عطشك إلى ما تهوى فابسط أنامل الرجاء إلى من عنده الرِّيُّ الكامل وقل: قَدْ عِيلَ صَبْرُ الطَّبْعِ في سنيّه العجاف فعجل لي العام الذي فيه أغاث وأعصر إخواني! احذروا لجة هذا البحر ولا تغتروا بسكونه وعليكم بالساحل ولازموا حصن التقوى فالعقوبة مرة واعلموا أن في ملازمة التقوى مرارات من فقد الأغراض والمشتهيات غير أنها في ضرب المثل كالحمية تعقب صحة والتخليط ربما جلب موت الفجأة. ص315 - ما من عبد أطلق نفسه في شيء ينافي التقوى وإن قل إلا وجد عقوبته عاجلة أو آجلة. ومن الاغترار أن تسيء فترى إحساناً فتظن أنك قد سومحت وتنسى: (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) [النساء: 123] ص313 واعلم أن من أعظم المحن الاغترار بالسلامة بعد الذنب فإن العقوبة تتأخر ومن أعظم العقوبة ألا يحس الإنسان بها وأن تكون في سلب الدين وطمس القلوب وسوء الاختيار للنفس فيكون من آثارها سلامة البدن وبلوغ الأغراض. ص 414 - 415 - فالحذر الحذر من عواقب الخطايا والبدارَ البدارَ إلى محوها بالإنابة فلها تأثيرات قبيحة إن أسرعت وإلا اجتمعت وجاءت. ص502 - لو ميز العاقل بين قضاء وطره لحظة وانقضاء باقي العمر بالحسرة على قضاء ذلك الوطر - لما قرب منه ولو أعطي الدنيا غير أن سكرة الهوى تحول بين الفكر وبين ذلك. ص351 مقتطفات من صيد الخواطر لابن الجوزي