موضة سيطرت على الجنسين معا جزائريون يقبلون على الوشم رغم مخاطره * حروق.. تشوهات وأمراض جلدية خطيرة ظهرت في الآونة الأخيرة موضة غريبة يلهث وراءها الكل فبعد الملابس الممزقة وقصات الشعر الغريبة راح الكل يتخذ من الوشم آخر صيحة للتباهي والأخطر من كل هذا هو انجراف شبابنا اليوم نحو هذه الموضة المحرمة في شريعتنا الإسلامية السمحاء نظرا لما يحمل هذا الفعل من خطورة على صحة الإنسان. ي. آسيا فاطمة للوشم تاريخ طويل فقد كان يعتبر زينة لبعض الشعوب كما أنه كان وسيلة لتعبير عن مكنونات الأفراد كما أنه استعمل أيام الاستعمار الفرنسي الغاشم كوسيلة للدفاع عن شرف النساء ولكن الذي يجهله الكثيرون هو الآثار السلبية للوشم وما يحمله من أمراض مستعصية قد تصل لحد الوفاة.
لمحة تاريخية عن الوشم الوشم هو من أقدم المظاهر التي عبر بها الإنسان عن مكنوناته برموز غريبة ومعقدة وهذا ما يزال متداولا إلى يومنا هذا فالواشم عادة ما يعتمد رمزا معينا أثناء رسمه للوشم وذلك للتعبير عما يجول في خاطره بطريقة جد شخصية كما أن الوشم يعتبر رمزا من رموز الزينة وفي هذا المقام أمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى فنساء الجزائر قديما كن يتزين ببعض الأوشام التي تحمل معان كثيرة فكثير منا تملك جدته بعض الوشوم التقليدية وفي هذا الأمر لا نستثني الرجال فهم أيضا يضعونه لدافع الزينة أو كتقليد يمثل معتقدا خاصا متوارثا بين العائلات كما أنه كان يعتبر وسيلة للدفاع عن النفس أيام الاستعمار الغاشم فقد كانت النسوة يرسمن الأوشام على وجوههن لكي لا ينال الجنود الفرنسيون من شرفهن فهذا ما أخبرتنا به عجوز التقيناها أثناء بحثنا عن الموضوع حيث قالت لنا إن الوشم حماها قديما من خطر الاغتصاب لأن النسوة اللواتي يضعن الوشم على وجوههن لا يقترب منهن الجنود ولعل أغرب ما صادفناه في بحثنا عن هذا الموضوع هو أن الوشم استعمل كوسيلة للعلاج من بعض الأمراض المستعصية في ذلك الوقت كأمراض المفصل والشقيقة أو حتى بعض الأمراض الجلدية فقد كان يظن أجدادنا أن للوشم القدرة على العلاج والواقع أن هذا المعتقد الخاطئ كان ولازال في عديد الحضارات القديمة على غرار التبتيين (الآسياويون الذين يقطنون جبال الألب) الذين يعتمدون الوشم كطريقة للعلاج هذا كله يعتبر قديما لأن اليوم الوشوم تتخد منحى مختلفا تماما فهي تندرج تحت مفهوم مختلف فقد أصبحت ترسم في أماكن مختلفة كما أن رسوماتها أصبحت أكثر تعقيدا وقد تحمل معان ومفاهيم خطيرة. الوشم في وقتنا الحالي مع تطور العلم والفكر لم يعد للوشم تلك المكانة التي كان يملكها قديما فلم يعد الناس يضعون الوشم عن جهل بل عن علم بما يتربص بهم من خطر جراء هذا الفعل الطائش ولكن كما يقول المثل (كل ممنوع مرغوب) فالوشم دخل كموضة عصرية شقت طريقها نحو شباب اليوم متجاوزة كل حدود العرف والديانة فشباب الجزائر بدؤوا ينجرفون حول هذه الموضة القبيحة لعدة دوافع أولها التأثر بالمشاهير والفنانين وخصوصا إذا كانوا من ذوي الأصول المسلمة ففي السنوات الأخيرة أصبح هذا من أكثر ما يميز المشاهير الذين يتفنون في رسم بعض الرموز المعقدة التي لا يستطيع فهمها إلا البعض فقط ولعل أشهر الذين يدعون الانتماء للاسلام أو حتى بأنهم من المسلمين نجد اللاعب الفرنسي تيري أونري الذي يزين جسمه بأوشام وقائمة طويلة من الفنانين الذي سحروا الشباب بألحانهم من أشهرهم المغني (زين) ذو الأصول الباكستانية الذي يزين هو الآخر ذراعه بالوشوم أو حتى بعض اللاعبن الجزائريين المحترفين بالخارج الذين لا تخلو أجسامهم من الأوشام كالحارس مبولحي أو كارل مجاني والقائمة طويلة لعدد من اللاعبين فالشباب المتتبع لأمور الكرة غالبا ما يتأثر بالاعبين وبما يفعلونه لدرجة أن البعض ينساق خلف هذه الموضة ويتجرأ على نقش جسمه برسومات دائمة وغير زائلة وحتى الجنس اللطيف يتبع هذه الموضة مع الأسف فالفتيات يمكن اعتبارهن من أشد المتتبعات لهذه الموضة من خلال تقليدهن للفنانات وعلى رأسهن المغنية هيفاء وهبي التي تضع وشما لعين تدمع على كتفها والواقع هو أن الكثيرين ينظرون إليه على أنه جميل وأنثوي جدا ولا ضرر في تقليده متجاهلين خطره وحتى تحريمه وللأسف فكثيرات تجرأن على وشم أجسادهن في لحظة طيش. الوشم لأغراض تجميلية لقد دخل الوشم عالم الجمال بقوة من خلال اعتماد صالونات التجميل تطبيقه وبطرق عدة أولها كان نزع الحواجب ثم إعادة رسمها بالوشم وباللون الذي تريده الزبونة وهذه الموضة جرفت الكثيرين تحت أذيالها فكل واحدة كانت لديها مشكلة في شعر حاجبيها تجرأت على نتفه وتعويضه برسم الوشم ظنا منها أن هذا أفضل متجاهلة كل ما يحمله الأمر من خطورة على صحتها فخلافا على أن منطقة الحاجبين تعتبر منطقة حساسة فقد بينت آخر الأبحاث الطبية على أن نتف الحواجب يؤدي لمرض السرطان كما أن بشرة الوجه تعرف بأنها حساسة جدا ولا تتحمل الوشم خصوصا في منطقة الحاجب فيمكن للسيدة أن تتعرض للالتهابات وبعض الأمراض الجلدية المستعصية والتي قد تشوه وجه الزبونة وقد قصت لنا أميرة ما حدث لها من جراء محاولتها وشم حاجبيها فقد قالت لنا بأنها كانت تملك حاجبين كثيفين جدا وقد قررت أن تنزعهما وتعتمد التاتو قالت:(قصدت صالون تجميل معروف بإجرائه لمثل هذه العمليات والواقع أن الثمن كان مرتفعا فقد دفعت في ذلك الوقت حوالي ثمانية آلاف دينار ثمنا للخدمة عند نزعي للحاجبين تألمت كثيرا وحدث لي التهاب قالت سيزول مع الوقت ولكن الأمر تطور ولم يزل هذا الالتهاب قصدت طبيب الجلد وأخبرني بأن صاحبة الصالون استعملت آلات ملوثة ولأن بشرتي حساسة لم أتحمل ذالك وقد بقيت أتعالج لفترة طويلة وطيلة فترة العلاج لم أتمكن من الخروج من البيت بسبب التشوه الذي طال وجهي صحيح أن الشعر الذي نما لي يعد خفيفا جدا وأنا أحاول الآن تصحيح الأمر بقلم محدد خاص بالحواجب (أما أحلام فقد قصت لنا معاناتها مع الوشم حيث قالت: (لم أكن أعاني من مشكلة فعلية في حاجبي ولكني أردت اعتماد الوشم لتقليد الفنانات في ذلك الوقت فقد كانت ولازالت موضة النساء ليومنا هذا قصدت أحد صالونات التجميل التي تعتمد وضع الوشم وبأسعار جد مقبولة واخترت رسمة حواجب كانت جد رائدة ولكن مع مضي الزمان تغيرت تلك الموضة ولم يعد يعجبني شكل حواجبي خصوصا مع اللون الذي بدأ يخف ويميل للباهت لذا قررت أن أعيد الرسمة وهنا بدأت معاناتي فعند تكريري للرسمة يبدو أن صاحبة الصالون استعملت موادا مغشوشة مما سبب لي بعض الحسساية والالتهاب على مستوى حاجبي كما أن اللون لم يثبت واختفى بعد بضعة أسابيع وأصبح يبدو للعيان أني أملك بما يشبه الحاجبين مما جعلني مجبرة على أن أقضي وقتا أمام المرآة لكي أصلح شكلهما). ولعل الأكثر من هذا كله هو اعتماد الوشم أيضا في الشفاه كأحمر شفاه وحتى داخل العين ككحل ولكم أن تتخيلوا مدى خطورة هذا على صحة الفرد خصوصا في هذه المناطق الحساسة من الجسم.
إزالة الوشم من أصعب المراحل لعل إزالة الوشم هي أصعب مرحلة يمر بها الفرد لأنه في الغالب أكثر من نصف من يضعون الوشم يندمون على ذلك فعيادات الليزر المخصصة لنزع الوشم تعرف اكتظاظا في مختلف مناطق العالم والجزائر لا تستثنى من هذا وعلى الرغم من التكلفة العالية التي يتطلبها العلاج إلا أننا نشهد طلبا متزايدا على أمثال هذه العيادات وإن كانت هذه العملية تسبب ألما شديد للمريض لأن العملية تتم على النحو الآتي الوشم يتم بواسطة إبر رفيعة جدا مع بعضها البعض حوالي 20 إبرة لتكوين إبرة واحدة عريضة التي يتم وصلها بتيار كهربائي الذي يقوم بتوجيه ذبذبات للإبرة الكبيرة فيقوم الواشم بغطسها وسط الحبر فتخترق هذه الإبرة الجلد بحوالي 300مرة في الدقيقة حاقنة جزيئات مجهرية من الحبر في الطبقة الثانية للجلد (الادمة) وبالتالي فإن أشعة الليزر تحاول تفكيك جزيئات الحبر الدقيقة ودمجها مع البشرة حتى تصبح غير ظاهرة وقد تتطلب العملية جلسات عدة قد تدوم لسنوات ولهذه العملية سلبيات عديدة منها حرق الجلد بسبب التعرض للأشعة الحارقة وقد لا ينجح هذا الأمر في بعض الأحيان مع الأوشام التي تدخل فيها مواد من المعادن الثقيلة أو بعض المواد المغشوشة وقد يتطلب الأمر التدخل الجراحي لإصلاح الأمر عواقب خطيرة على الصحة ومما يمكن قوله عن ظاهرة الوشم التي بدأت تشق طريقها رويدا رويدا وسط المجتمع الجزائري أن هذه الموضة تحمل الكثير من السلبيات أولها الضرر الكبير على صحة الإنسان ولعل أخطرها مرض فقدان المناعة المكتسبة وفيروسات أخرى ومرض الكبد كل هذا بسبب تلوث الإبر التي تستلزم تنظيفا وتعقيم طويلا هذا دون الحديث عن التهاب الجلد الذي يسببه الوشم خصوصا عند استعمال الأنواع الرخيصة منه ولعل أخطر ما في الموضوع هو تواجد بعض الماركات التي تتيح إمكانية شراء أقلام الوشم للاستعمال المنزلي وهي من أخطر الأنواع لأن المرء لا يعلم المواد التي دخلت في تكوينها كما أن أطباء الجلد أجمعوا على خطورة الوشم على صحة الفرد هذا من جهة كما أن العقيدة الإسلامية منعت هذا الفعل القبيح وأدرجته تحت قائمة اللعن لتبيان مدى خطورة هذا الفعل على صحة الفرد.