شهد المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة إنتشارا واسعا لموضة "الوشم" في الوسط الشبابي، هذه العادة التي كانت لا تقتصر إلا على المجتمعات الغربية وأصبحت الآن موضة العصر لدى بعض الشباب. إبتسام بوعلام الله دخلت موضة الوشم إلى المجتمع الجزائري وأصبحت تشكل رواجا واسعا بين الشباب، خصوصا الرجال الذين أصبحوا يضعون هاته الأوشام على أجسامهم بأشكال مختلفة، مستخدمين أشكال وزخارف وكتابات تتماشى مع شخصياتهم، حيث أصبح عملية تقليد كاملة للمشاهير من الفنانين والرياضيين وغيرهم ممن نراهم على شاشات التلفاز. وانتقل الشباب من رسم الوشوم الصغيرة التي اعتدنا أن نراها إلى حفر وشوم كبيرة ذات ألوان مختلفة ورسومات عديدة فمنها النسر المحلق، ومنها النمر الغاضب والفراش المزخرف كما امتدت إلى رموز تعبر عن الانتماء الوطني كرسم علم الدولة على الصدر أو اليدين وكلمات وطنية أخرى. أغلب الوشوم تكون عبارة عن رموز وطنية أو تعهدات للزواج أو الإنتماء العائلي أو الديني أما في الوقت الراهن فال "وشم" عبارة عن رمز تجميلي بالكثرة أو عاطفي، زيادة على أصحاب السجون و المافيا الذين يعتبرون من الوشم رمز للقوة و التحرر والسلطة. بعد تقدم الشخص في السن يصبح غير قادر على تحمل تلك الأوشام على جسده و خصوصا الأشخاص الذين اختاروا من عبارات الحب الأول رمزا لهم فهم مجبرون على إزالة تلك الأوشام عن أجسادهم و خصوصا أن عمليات إزالة الوشم تستغرق وقتا إضافة على الثمن الباهض لها. كما يمكن للجسم التسبب في أمراض سرطانية وصدق النبي صلى الله عليه وسلم عندما حرم الوشم و لعن فاعله. كما حرم الدين الوشم و ذلك للخطورة المنجرة عنه، فقد ثبت علميا الأخطار الجسيمة التي يسببها الوشم، فالمواد المستخدمة في رسم الوشم هي مواد كيميائية سامة وتسبب الكثير من الأمراض و التلوث. كما أفاد أحد التقارير الحديثة عن أخطار الوشم بوجود إحتمال الإصابة بمرض الإيدز. في حين حذر الأطباء الشباب والأطفال من الرسم على أجسامهم، و هذا للصعوبة التي تكمن في العملية، و لاسيما إذا ما تم إجراؤه في مكان يفتقر لشروط النظافة والرعاية الصحية أو يستخدم ألوانا ملوثة تحتوي على مواد مسببة للأمراض السرطانية. وبالرغم من بعض المحرمات التي تحيط بالوشم، إلا أن الفن لا يزال يحظى بشعبية في مناطق متعددة من العالم.