الاتحاد الأوروبي ينسف أحلام ساركوزي *** نفى المفوض الأوروبي المكلف بالهجرة والشؤون الداخلية ديميتري أفراموبولوس عزم المفوضية إقامة مراكز استقبال لطالبي اللجوء بالاتحاد الأوروبي في كل من الجزائر المغرب تونس وليبيا لينسف بذلك أحلام الرئيس الفرنسي السابق الحاقد على الجزائر نيكولا ساركوزي بإقامة مراكز احتجاز للاجئين ببلادنا. ونقل بيان للبعثة الأوروبية بالرباط عن أفراموبولوس تأكيده أن الاتحاد الأوروبي لا ينوي إقامة مراكز للجوء بالمغرب وتونس وليبيا أو أي بلد مجاور آخر من أجل معالجة طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي. وكان راموس بحسب المصدر ذاته يرد على سؤال لنائبة بالبرلمان الأوروبي. وأوضح المفوض الأوروبي أن الاتحاد يقوم بتمويل مركز نموذجي متعدد التخصصات سيتم إنشاؤه بالنيجر نهاة السنة الجارية. وشدد على أن هذا المركز لن تكون من مهامه معالجة طلبات اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي وإنما سيضطلع بمهمة جمع المعلومات والحماية الاجتماعية وإمكانية إعادة توطين الأشخاص عند الحاجة. وفي المقابل أشار أفراموبولوس إلى أن المفوضية الأوروبية تبحث إمكانية إنشاء مراكز للمعلومات خاصة بالمهاجرين في بلدان شمال إفريقيا والقرن الإفريقي في إطار برامج جهوية للحماية والتنمية. وأوضح أن هذه البرامج تستهدف دعم قدرة بلدان هذه المناطق في مجال تدبير التحديات المرتبطة بتدفق المهاجرين. ويمثل قرار المفوضية الأوروبية للهجرة ضربة موجعة للرئيس الفرنسي السابق والمرشح للرئاسيات القادمة نيكولا ساركوزي الذي يضغط بقوة في الآونة الاخيرة لنقل المهاجرين السوريين إلى الجزائر حيث أكد في تصريحات سابقة أنه يؤيد إنشاء مراكز للاحتجاز في شمال إفريقيا أو صربيا أو بلغاريا لمنح اللجوء السياسي للمهاجرين قبل دخولهم مجال شينغن . وقال ساركوزي في كلمة في لابول (غرب باريس) خلال تجمع جامعي صيفي لحزب الجمهوريين اليميني الذي يقوده مؤخرا: (لا أؤمن بإصلاح لشينغن. يجب إعادة تأسيس شينغن وأوروبا) مشيرا إلى أن (الشرط المسبق لذلك) هو أن تتبع كل الدول الأعضاء (سياسة واحدة للهجرة). وأضاف أن (وضع اللاجئ السياسي يجب أن يمنح أو يرفض قبل عبور (المهاجرين) البحر المتوسط. فبعد ذلك نكون قد تأخرنا) داعيا إلى إقامة (مراكز احتجاز في دول شمال إفريقيا التي ترغب في ذلك أو في صربيا أو بلغاريا وهما دولتان لا يشملهما مجال شينغن). وتابع ساركوزي: (نقول لهم نعم أو لا لكننا لا نواجه بذلك مأساة المتوسط). ولا يتوانى هذا السياسي الفرنسي سيئ الذكر في التعبير عن حقده تجاه الجزائريين كما يعمد منذ مدة إلى اقحام اسم الجزائر في كل خطاباته السياسية حيث شنّ قبل أسابيع هجوما عنيفا على اتفاقيات إيفيان مُطالبا بمراجعة بنودها في إشارة إلى تلك التي تمنح بعض الامتيازات للمهاجرين الجزائريين. وتحدث ساركوزي الذي يقود حملة مبكرة للانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017 قائلا: (يجب مراجعة جميع الاتفاقات مع الجزائر لأنه منذ سنة 1962 قد مضى زمن طويل). كما أثار هذا الشخص الذي جعلته فرنسا يوما رئيسا لها موجة استنكار واسعة في الجزائر قبل حوالي 3 اشهر عقب تصريحات أطلقها في مؤتمر صحفي في تونس بشأن الأوضاع المتوترة في تونس وبعض الدول المجاورة وتساءل فيها عن مستقبل الجزائر وأوضاعها والتنمية فيها وأنها قضية ينبغي في رأيه أن تعالج في إطار الاتحاد من أجل المتوسط.