أظهر اليمين الفرنسي المتطرف عنصرية في التعاطي مع أزمة اللاجئين السوريين إلى أوروبا، حيث طالب الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بإنشاء مراكز لاحتجازهم في دول شمال إفريقيا لم يحددها، أو صربيا أو بلغاريا، قبل منح اللجوء السياسي للمهاجرين ودخولهم مجال شنغن. وقال ساركوزي في كلمة في لابول غرب العاصمة الفرنسية، خلال تجمع جامعي صيفي لحزب الجمهوريين اليميني الذي يقوده، ”لا أؤمن بإصلاح لشنغن، يجب إعادة تأسيس شنغن وأوروبا”، مشيرا إلى أن ”الشرط المسبق لذلك هو أن تتبع كل الدول الأعضاء سياسة واحدة للهجرة”. وأضاف ساركوزي أن ”وضع اللاجئ السياسي يجب أن يُمنح أو يُرفض قبل عبور البحر المتوسط، بعد ذلك نكون قد تأخرنا”. ودعا ساركوزي إلى إقامة مراكز احتجاز في دول شمال إفريقيا التي ترغب في ذلك أو صربيا أو بلغاريا، وهما دولتان لا يشملهما مجال شنغن، متابعا: ”نقول لهم نعم أو لا، لكننا لا نواجه بذلك مأساة المتوسط”. من جهته، دعا ألان جوبيه - خصم ساركوزي الأكبر في الانتخابات التمهيدية لحزب الجمهوريين للاقتراع الرئاسي الذي سيجرى في 2017 - إلى ”التمييز بين المهاجرين لأسباب اقتصادية واللاجئين”. وقال إن ”أوروبا منقسمة اليوم. يجب على فرنسا تحمل حصتها من البؤس ولكن ليس البؤس كله، وإلا ستكون هناك مخاطر زلازل سياسية واقتصادية حقيقية”. وتأتي هذه التصريحات عقب يوم من إصدار الرئاسة الفرنسية بيانا إثر محادثة هاتفية بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ذكر أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يتصرف بشكل حاسم وبما يتفق مع قيمه. وأضاف البيان أن اللاجئين الذين يحاولون بلوغ غرب أوروبا يهربون من الحرب، وهم في حاجة لحماية دولية. يشار إلى أن أكثر من نصف الفرنسيين (52%) يعارضون استقبال اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى بلدان أوروبا الغربية، وفق ما أظهر استطلاع للرأي.